Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
على أمهات الهام ضربا شآميا
وكقول القائل للرجل: سمعا وطاعة، بمعنى: أسمع سمعا وأطيع طاعة، وكما قال جل ثناؤه: معاذ الله بمعنى: نعوذ بالله. القول في تأويل قوله تعالى: { نغفر لكم }. يعني بقوله: { نغفر لكم } نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليه. وأصل الغفر: التغطية والستر، فكل ساتر شيئا فهو غافره. ومن ذلك قيل للبيضة من الحديد التي تتخذ جنة للرأس «مغفر»، لأنها تغطي الرأس وتجنه، ومنه غمد السيف، وهو ما يغمده فيواريه ولذلك قيل لزئبر الثوب «غفر»، لتغطيته العورة، وحوله بين الناظر والنظر إليها. ومنه قول أوس بن حجر:
فلا أعتب ابن العم إن كان جاهلا
وأغفر عنه الجهل إن كان أجهلا
يعني بقوله: وأغفر عنه الجهل: أستر عليه جهله بحلمي عنه. القول في تأويل قوله تعالى: { خطيكم } والخطايا جمع خطية بغير همز كما المطايا جمع مطية، والحشايا جمع حشية. وإنما ترك جمع الخطايا بالهمز، لأن ترك الهمز في خطيئة أكثر من الهمز، فجمع على خطايا، على أن واحدتها غير مهموزة. ولو كانت الخطايا مجموعة على خطيئة بالهمز لقيل خطائي على مثل قبيلة وقبائل، وصحيفة وصحائف. وقد تجمع خطيئة بالتاء فيهمز فيقال خطيئات، والخطيئة فعلية من خطىء الرجل يخطا خطأ، وذلك إذا عدل عن سبيل الحق. ومنه قول الشاعر:
وإن مهاجرين تكنفاه
لعمر الله قد خطئا وخابا
يعني أضلا الحق وأثما. القول في تأويل قوله تعالى: { وسنزيد المحسنين }. وتأويل ذلك ما روي لنا عن ابن عباس، وهو ما: حدثنا به القاسم بن الحسن، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس: { وسنزيد المحسنين }: من كان منكم محسنا زيد في إحسانه، ومن كان مخطئا نغفر له خطيئته. فتأويل الآية: وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية مباحا لكم كل ما فيها من الطيبات، موسعا عليكم بغير حساب، وادخلوا الباب سجدا، وقولوا: سجودنا هذا لله حطة من ربنا لذنوبنا يحط به آثامنا، نتغمد لكم ذنوب المذنب منكم، فنسترها عليه، ونحط أوزاره عنه، وسنزيد المحسنين منكم إلى إحساننا السالف عنده إحسانا. ثم أخبر الله جل ثناؤه عن عظيم جهالتهم، وسوء طاعتهم ربهم وعصيانهم لأنبيائهم واستهزائهم برسله، مع عظيم آلاء الله عز وجل عندهم، وعجائب ما أراهم من آياتهم وعبره، موبخا بذلك أبناءهم الذين خوطبوا بهذه الآيات، ومعلمهم أنهم إن تعدوا في تكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم وجحودهم نبوته مع عظيم إحسان الله بمبعثه فيهم إليهم، وعجائب ما أظهر على يديه من الحجج بين أظهرهم، أن يكونوا كأسلافهم الذين وصف صفتهم. وقص علينا أنباءهم في هذه الآيات، فقال جل ثناؤه:
فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السمآء
[البقرة: 59] الآية.
Неизвестная страница