Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
{ وظللنا عليكم } عطف على قوله:
ثم بعثنكم من بعد موتكم
[البقرة: 56] فتأويل الآية: ثم بعثناكم من بعد موتكم، وظللنا عليكم الغمام، وعدد عليهم سائر ما أنعم به عليهم لعلكم تشكرون. والغمام جمع غمامة كما السحاب جمع سحابة، والغمام هو ما غم السماء فألبسها من سحاب وقتام وغير ذلك مما يسترها عن أعين الناظرين، وكل مغطى فإن العرب تسميه مغموما. وقد قيل: إن الغمام التي ظللها الله على بني إسرائيل لم تكن سحابا. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: { وظللنا عليكم الغمام } قال: ليس بالسحاب. وحدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: { وظللنا عليكم الغمام } قال: ليس بالسحاب هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة لم يكن إلا لهم. وحدثني محمد بن عمرو الباهلي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله جل ثناؤه: { وظللنا عليكم الغمام } قال: هو بمنزلة السحاب. وحدثني القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: { وظللنا عليكم الغمام } قال: هو غمام أبرد من هذا وأطيب، وهو الذي يأتي الله عز وجل فيه يوم القيامة في قوله: في ظلل من الغمام، وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر. قال ابن عباس: وكان معهم في التيه. وإذ كان معنى الغمام ما وصفنا مما غم السماء من شيء فغطى وجهها عن الناظر إليها، فليس الذي ظلله الله عز وجل على بني إسرائيل فوصفه بأنه كان غماما بأولى بوصفه إياه بذلك أن يكون سحابا منه بأن يكون غير ذلك مما ألبس وجه السماء من شيء، وقد قيل: إنه ما ابيض من السحاب. القول في تأويل قوله تعالى: { وأنزلنا عليكم المن }. اختلف أهل التأويل في صفة المن. فقال بعضهم بما: حدثني به محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: { وأنزلنا عليكم المن } قال: المن: صمغة. حدثنا المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن قتادة في قوله: { وأنزلنا عليكم المن والسلوى } يقول: كان المن ينزل عليهم مثل الثلج. وقال آخرون: هو شراب. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: المن: شراب كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء، ثم يشربونه.
وقال آخرون: المن: عسل. ذكر من قال ذلك: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: المن: عسل كان ينزل لهم من السماء. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال: عسلكم هذا جزء من سبعين جزءا من المن. وقال آخرون: المن: خبز الرقاق. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد، قال: سمعت وهبا وسئل ما المن، قال: خبز الرقاق، مثل الذرة، ومثل النقي. وقال آخرون: المن: الترنجبين. ذكر من قال ذلك: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: المن كان يسقط على شجر الترنجبين. وقال آخرون: المن هو الذي يسقط على الشجر الذي تأكله الناس. ذكر من قال ذلك: حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: كان المن ينزل على شجرهم فيغدون عليه فيأكلون منه ما شاءوا. وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحماني، قال: حدثنا شريك، عن مجالد. عن عامر في قوله: { وأنزلنا عليكم المن } قال: المن: الذي يقع على الشجر. وحدثت عن المنجاب بن الحرث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: المن قال: المن: الذي يسقط من السماء على الشجر فتأكله الناس. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا شريك، عن مجالد، عن عامر، قال: المن: هذا الذي يقع على الشجر. وقد قيل إن المن: هو الترنجبين. وقال بعضهم: المن: هو الذي يسقط على الثمام والعشر، وهو حلو كالعسل، وإياه عنى الأعشى ميمون بن قيس بقوله:
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم
ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا
وتظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" الكمأة من المن، ومأوها شفاء للعين "
. وقال بعضهم: المن: شراب حلو كانوا يطبخونه فيشربونه. وأما أمية بن أبي الصلت فإنه جعله في شعره عسلا، فقال يصف أمرهم في التيه وما رزقوا فيه:
فرأى الله أنهم بمضيع
Неизвестная страница