Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
وقال آخر:
فلا خسا عديده ولا زكا
كما شرار البقل أطراف السفا
قال أبو جعفر: السفا: شوك البهمي، والبهمي: الذي يكون مدورا في السلى. يعني بقوله: «ولا زكا» لم يصيرهم شفعا من وتر بحدوثه فيهم. وإنما قيل للزكاة زكاة وهي مال يخرج من مال لتثمير الله بإخراجها مما أخرجت منه ما بقي عند رب المال من ماله . وقد يحتمل أن تكون سميت زكاة لأنها تطهير لما بقي من مال الرجل، وتخليص له من أن تكون فيه مظلمة لأهل السهمان، كما قال جل ثناؤه مخبرا عن نبيه موسى صلوات الله عليه:
أقتلت نفسا زكية
[الكهف: 74] يعني بريئة من الذنوب طاهرة، وكما يقال للرجل: هو عدل زكى بذلك المعنى. وهذا الوجه أعجب إلي في تأويل زكاة المال من الوجه الأول، وإن كان الأول مقبولا في تأويلها. وإيتاؤها: إعطاؤها أهلها. وأما تأويل الركوع: فهو الخضوع لله بالطاعة، يقال منه: ركع فلان لكذا وكذا: إذا خضع له، ومنه قول الشاعر:
بيعت بكسر لتيم واستغاث بها
من الهزال أبوها بعدما ركعا
يعني: بعد ما خضع من شدة الجهد والحاجة. وهذا أمر من الله جل ثناؤه لمن ذكر من أحبار بني إسرائيل ومنافقيها بالإنابة والتوبة إليه، وبإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والدخول مع المسلمين في الإسلام، والخضوع له بالطاعة. ونهي منه لهم عن كتمان ما قد علموه من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد تظاهر حججه عليهم بما قد وصفنا قبل فيما مضى من كتابنا هذا، وبعد الإعذار إليهم والإنذار، وبعد تذكيرهم نعمه إليهم وإلى أسلافهم تعطفا منه بذلك عليهم وإبلاغا إليهم في المعذرة.
[2.44]
Неизвестная страница