Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
فقام عمر مسرعا. فقال:
" يا عمر ارجع فإن غضبك عز ورضاك حكم، إن لله في السموات السبع ملائكة يصلون، له غنى عن صلاة فلان "
فقال عمر: يا نبي الله وما صلاتهم؟ فلم يرد عليه شيئا . فأتاه جبريل، فقال: يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ قال: «نعم»، فقال: اقرأ على عمر السلام، وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت. قال أبو جعفر: وحدثني يعقوب بن إبراهيم، وسهل بن موسى الرازي، قالا: حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده أو أن أبا ذر عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بأبي أنت، أي الكلام أحب إلى الله؟ فقال:
" ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده "
. في أشكال لما ذكرنا من الأخبار كرهنا إطالة الكتاب باستقصائها. وأصل التسبيح لله عند العرب التنزيه له من إضافة ما ليس من صفاته إليه والتبرئة له من ذلك، كما قال أعشى بني ثعلبة:
أقول لما جاءني فخره
سبحان من علقمة الفاخر
يريد: سبحان الله من فخر علقمة أي تنزيها لله مما أتى علقمة من الافتخار على وجه النكير منه لذلك. وقد اختلف أهل التأويل في معنى التسبيح والتقديس في هذا الموضع. فقال بعضهم: قولهم: نسبح بحمدك: نصلي لك. ذكر من قال ذلك: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } قال: يقولون: نصلي لك.
وقال آخرون: نسبح لك التسبيح المعلوم. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: ونحن نسبح بحمدك قال التسبيح التسبيح. القول في تأويل قوله تعالى: { ونقدس لك }. قال أبو جعفر: والتقديس هو التطهير والتعظيم ومنه قولهم: سبوح قدوس، يعني بقولهم سبوح: تنزيه لله وبقولهم قدوس: طهارة له وتعظيم ولذلك قيل للأرض: أرض مقدسة، يعني بذلك المطهرة. فمعنى قول الملائكة إذا: { ونحن نسبح بحمدك } ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك، ونصلي لك. ونقدس لك: ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك. وقد قيل: إن تقديس الملائكة لربها صلاتها له كما: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { ونقدس لك } قال: التقديس: الصلاة. وقال بعضهم: نقدس لك: نعظمك ونمجدك. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب، قال: حدثنا إسماعيل، عن أبي صالح في قوله: { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } قال: نعظمك ونمجدك. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثني عيسى. وحدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { ونقدس لك } قال: نعظمك ونكبرك. وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق: { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } لا نعصي ولا نأتي شيئا تكرهه. وحدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله: { ونقدس لك } قال: التقديس: التطهير. وأما قول من قال: إن التقديس الصلاة أو التعظيم، فإن معنى قوله ذلك راجع إلى المعنى الذي ذكرناه من التطهير من أجل أن صلاتها لربها تعظيم منها له وتطهير مما ينسبه إليه أهل الكفر به. ولو قال مكان: «ونقدس لك»: «ونقدسك»، كان فصيحا من الكلام، وذلك أن العرب تقول: فلان يسبح الله ويقدسه، ويسبح لله ويقدس له بمعنى واحد، وقد جاء بذلك القرآن، قال الله جل ثناؤه
كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا
Неизвестная страница