ما كان مباحا له بتركها ، ونحو هذا قد يجري مجرى العقوبات والله أعلم. والزنا في اللغة هو الدخول في المضيق، وقد مضى الاستشهاد على ذلك من قول الشاعر فيما مضى من أول المسألة.
المسألة لله والدعاء فريضة
يقول الله جل ذكره: ? { وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ، (¬1) وقال جل ذكره: { ?وإذا سألك عبادي عن فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } (¬2) وقال جل ذكره: { ?واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما } (¬3) وقال: { ?أدعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } (¬4) . ففيما تلونا من آيات القرآن ما يدل على ما قلنا وعلى فضل الدعاء وكبر منزلته، وعلى أن الإجابة فيه مضمونة إذا وقع على الوجه المرغب فيه دون المحظور منه؛ لأن ما لا يجوز ليس يقع الضمان بإجابته أن ليس (¬5) في الحكمة أن تقول للناس: سلوني ما لا يجوز أن أجيبكم إليه؛ لأن ذلك يقع على غير فعل الحكيم، ويدل على ذلك أيضا ما يعرفه الناس من مسألة العبد ربه الرحمة والغفران عند حادث يحدث به لا يأمن أن يكون عقابا، وعند توبته من ذنب قد سلف منه، فإن الدعاء في مثل هذا وأشباهه قد يلزم فعله ولا يجوز تركه؛ لأن المسلمين جميعا يعيبون على من أعرض عن ذلك، ولم يفزع (¬6) إليه. واختلف الناس في الدعاء، فقال قوم: الواجب أن يدعوا الإنسان ويكون سؤاله مقيدا في العقد والضمير، بشريطة (¬7)
¬__________
(¬1) غافر: 60.
(¬2) البقرة: 186.
(¬3) النساء: 32.
(¬4) الأعراف: 55.
(¬5) في (ج) لأن.
(¬6) الفزع: الاستغاثة.
(¬7) في (ب) و (ج) شريطة..
Страница 82