بين يدي الغرض تقديم مقدمات تمس الحاجة إليها، وتتم الفائدة بالوقوف عليها، تشتمل على أبواب في ذكر المدينة وفضلها، وتقديم علمائها وعلمها، ووجوب الحجة بإجماع أهلها، وترجيح مذهب مالك بن أنس إمامها، وتقصيت هذه الأبواب تقصيا يشفي الغليل، وأنعمتها نظرا يقف بالمنصف على سواء السبيل. ثم قفّيته باقتداء الأئمة به، وثناء العلماء عليه، ونشر فضائله، وما أضيف من السير إليه، إلى سائر ما يحتاج إليه من معرفة تاريخه ونسبه، ويتطلع إليه من مجاري أحواله في معاشرته وأدبه، واستوعبت في هذه الجملة باختصار فنونها، والاقتصار على عيونها، ما طالت به تواليف جمة، وشحنت به مجلدات عدة» (١).
ثم قال: «ثم أثبت بعد ذلك جريدة في أسماء مشاهير الرواة عن مالك وحملة الفقه والعلم عنه، مختصة بالتعريف بهم، معرّاة من تواريخهم وأخبارهم» (٢).
وأشاد الأستاذ عبد الله كنّون بتلك الترجمة الوافية لإمام دار الهجرة فقال: «وقد استهله بمقدمة ضافية في ترجيح مذهب مالك، وبيان القواعد التي بني عليها، والمقارنه بينه وبين المذاهب الأخرى، ثم أتبع ذلك بترجمة واسعة للإمام مالك لم يترك فيها شاذة ولا فاذة مما يتعلق بحياته الشخصية والعلمية إلاّ أتى بها» (٣).
_________
(١) ١/ ٨، وكذلك نسخة مكتبة الحرم النبوي: ١/ ٩ ب.
(٢) ١/ ١٣.
(٣) القاضي عياض (من بحوث دورة القاضي عياض): ٢/ ١٧.
1 / 40