وتصنيف أزمانهم وطبقاتهم ما انتهى إلينا علمه، وصح عندنا نقله، لتعرف بذلك أوقاتهم، وليستبين في التقدم والتأخر درجاتهم، ويتميز بذلك المتصل من المنقطع من روايتهم» (١).
وقال أيضا: «ثم ذكرنا بعد هذا من فضائلهم ومناقبهم، وثناء الأجلاء عليهم، وتوثيق المزكى منهم، ومنازلهم من الزكاء والعدالة، ومراتبهم في العلم والرواية، ومن تكلم فيه منهم على قلتهم، أو عد منهم في أولي التقدم والإمامة، مع ما يحتاج إليه الناظر المجتهد ممن يعتد بخلافه وإجماعه، ويضطر إليه المتفقه والمقلد في معرفة من يدين بإمامته واتباعه. ودحضنا الدّلس عن قوم منهم، تحامل المتعصبون عليهم، أو تجمّل أهل الريب بإضافتهم إليهم، وقد صح عنهم وعرف خلاف ذلك» (٢).
وقال أيضا: «ثم جمعت من أخبارهم وقصصهم، وفقر من سير حكامهم وقضاتهم، ونوادر من فتاوى فقهائهم وأئمتهم، ما يحتاج الحكام إليه، ولا غنى بالعلماء عنه، وأثبتنا من حكم حكمائهم، ورقائق وعاظهم، ومناهج صلحائهم وزهادهم، ما ترجى بركته، ولا تخيب - إن شاء الله تعالى - منفعته» (٣).
_________
(١) ١/ ١٨، وكذلك طبعة دار مكتبة الحياة: ١/ ٤٨، ونسخة مكتبة الحرم النبوي: ١/ ١١ ب.
(٢) ١/ ٢٠، وكذلك طبعة دار مكتبة الحياة: ١/ ٤٩ - ٥٠، ونسخة دار الكتب المصرية: ١/ ٤ أ، ونسخة مكتبة الحرم النبوي: ١/ ١٢ أ.
(٣) ١/ ٢٣، وكذلك طبعة دار مكتبة الحياة: ١/ ٥٢، ونسخة دار الكتب المصرية: ١/ ٤ ب، ونسخة مكتبة الحرم النبوي: ١/ ١٣ أ.
1 / 36