ضابطا لكتبه، جيد الشعر، حسن التأليف، لم يكن بسبتة في عصر من الأعصار من له من التواليف مثل ما له» (١).
وقال أبو عبد الله بن الأبار: «وكان لا يدرك شأوه، ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم، مع حسن التفنن فيه، والتصرف الكامل في فهم معانيه، إلى اضطلاعه بالآداب، وتحققه بالنظم والنثر، ومهارته في الفقه، ومشاركته في اللغه والعربية، وبالجملة فكان جمال العصر، ومفخر الأفق، وينبوع المعرفة، ومعدن الإفادة، وإذا عدت رجالات المغرب - فضلا عن الأندلس - حسب فيهم صدرا، وله تواليف مفيدة كتبها الناس وانتفعوا بها، وكثر استعمال كل طائفة لها» (٢).
وقد سمى الكتاب بالاسم المذكور محمد بن حماده (٣)، ومحمد بن عياض (٤)، وتبعهما عليه لسان الدين بن الخطيب (٥)، وابن فرحون (٦)، والمقّري (٧)، وغيرهم.
ونقل من خط القاضي عياض ضمن إجازة تسمية الكتاب: ترتيب المدارك
_________
(١) مختصر ترتيب المدارك - النسخة الأزهرية -: ٤ أ - ٤ ب.
(٢) المعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصّدفي: ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٣) مختصر ترتيب المدارك - النسخة الأزهرية -: ٢ ب.
(٤) التعريف بالقاضي عياض: ١١٦.
(٥) الإحاطة في أخبار غرناطة: ٤/ ٢٢٨.
(٦) الديباج المذهب: ٢/ ٤٩.
(٧) أزهار الرياض في أخبار عياض: ٤/ ٣٤٨.
1 / 30