قال: فقالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال: قال رسول الله، ﷺ، لبعض من حضر: أنشدني كلمتك التي تقول فيها: الطويل
حَيِّ جَميعَ النّاسِ تَسْبِ عُقُولَهُمْ ... تَحِيَّتَكَ الأدنَى، فقد تَرفَعُ النَّغَل
فإن أظهَرُوا بِشرًا فأَظْهِرْ جزاءَهُ، ... وإنْ سَتَروا عَنكَ القَبيحَ فلا تَسَلْ
فإنَّ الذي يُؤذيكَ منهم سَماعُهُ، ... وإنَّ الذي قد قيلَ خلفَكَ لم يُقَلْ
وأخبرنا المفضّل عن أبيه عن جده قال: قال عمر بن الخطاب، ﵁، لابنه عبد الرحمن: يا بني! انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك، فإن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه، ومن لم يحفظ محاسن الشعر لم يؤد حقًا ولم يقترف أدبًا.
وعنه عن أشياخه قالوا: قال عمر بن الخطاب، ﵁: إرووا من الشعر أعفه، ومن الحديث أحسنه، ومن النسب ما تواصلون عليه، وتعرفون به. فرب رحمٍ مجهولةٍ قد عرفت فوصلت، ومحاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق وتنهى عن مساويها.
1 / 41