Джамаль ад-Дин аль-Афгани: Первое столетие 1897–1997
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Жанры
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ،
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها
هذه سنة الله في الكون.
26
وما يقال على الدولة يقال أيضا على الجيش. فإن قبول الدخلاء والمتطوعة، أي المرتزقة في الجيش مفسدة للنظام ومن عوامل الانهزام.
27
والعدل أساس الملك. وهو من أشرف الصفات وأسمى الفضائل. يحفظ المجتمع الإنساني، وعليه تقوم الممالك ويتأسس العمران. وهو وسط بين الجور والظلم من ناحية والخرق والتسيب من ناحية أخرى. ويلجأ الأفغاني هذه المرة إلى قانون التاريخ استقراء وليس إلى الآية القرآنية استنباطا. فالتاريخ يشهد على أن دول المؤابيين والرومان والآشوريين والمصريين والتتار وحكامهم كانوا على نوعين: الأول فاتح لا يأبه إلا بالغنائم والقتل والغزو، إعصار ينتهي. والثاني يحكم بالعدل فيدوم الحكم ويبقى أثره مثل كسرى أنوشروان الذي كان عادلا بالفطرة ومثل الفاروق الذي كتب إلى عمرو بن العاص
أكسرى أعدل منا؟
وأمره بهدم حائط مسجد بعد أن أخذه عنوة من يهودي وبغير رضاه بناء على حب العدل لذاته. في حين أن أحد أجداد كسرى وهو أبرويز أحب فتاة فرفع الظلم عن قريتها، ليس حبا في العدل بل حبا للفتاة. فانقضى العدل بانقضاء الغرض. وقد عدل المسلمون الفاتحون مع الرهبان والولدان والشيوخ وبناء على وصايا الصديق والفاروق والخلفاء الأمويين والعباسيين، بلا غرض أو غرور بل حبا للعدل في ذاته. أما سلاطين آل عثمان فلقد فتحوا البلاد بدافع الغرور بما لديهم من قوة وبأس، وما اعتقدوه رحمة وعدلا. كان العدل عرضيا لا جوهريا. لذلك سمح آل عثمان للأجانب كمترجمين بالتواجد في الدولة حتى تحكموا في البلاد واستطالوا على العباد، وصار الوطن محكوما ذليلا للأجنبي. إذا قتل اليوناني العثماني أنقذه القنصل كما كان معروفا في المحاكم المختلطة في مصر إبان الاحتلال الإنجليزي، اعتبر الإنجليز أنفسهم من طينة غير طينة الآدميين، ولا يجرءون على مثل ذلك مع باقي الأوروبيين مثل البلجيك أو السويسريين والدانماركيين. هناك إذن فرق بين عدل يأتيه الفاتح عن علم وحب بإجراء العدل والأخذ به وبين ما يأتيه من غرور وإتيان العدل لبواعث من خارجه. وأقرب موارد العدل القياس على النفس، وقبول للغير ما يقبله الإنسان لنفسه. بالعدل تتحقق المساواة والوفاق والوئام، وبالأثرة تتحقق الأنانية والنفرة والخصام. وكان الأفغاني يقسم بالعدل،
وعزة الحق، وسر العدل .
Неизвестная страница