295

Добрый компаньон

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Редактор

عبد الكريم سامي الجندي

Издатель

دار الكتب العلمية

Издание

الأولى ١٤٢٦ هـ

Год публикации

٢٠٠٥ م

Место издания

بيروت - لبنان

مُخَارق يهاجم إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ فيدافع هَذَا عَنْ نَفسه
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، قَالَ: قَالَ لي عَلِيّ بْن هِشَام: قَدْ عَزَمْتُ عَلَى الصَّبُوح فاغْدُ عَليّ، فعانقني عائق عَنِ البكور إِلَيْهِ، فجئتُ فِي وَقت الظّهْر وَعِنْده مُخَارِق، فَقَالَ لي: يَا أَبَا إِسْحَاق أَيْنَ كُنْت؟ فَقلت: شغلني - أعز اللَّه الْأَمِير - مَا لَمْ أجد من الْقيام بِهِ أبدا، ثُمّ دَعَا بِطَعَام وَجَلَسْنَا عَلَى شرابنا فغنى مُخارق صَوتا من الطَّوِيل شعر المؤقل، والغناء لأبي سَعِيد مَوْلَى فَايِد وَهُوَ:
وَقَدْ لامني فِي حب مَكْنُونَةَ الَّتِي ... أهيمُ بهَا أهلُ الصَّفَاءِ فأكثرُوا
يَقُولُونَ لي مَهْلا وصبرًا فَلم أجدْ ... جَوَابًا سوى أَن قُلْتُ كَيفَ التصبر
أأصبرُ عَنْ نَفسِي وَقَدْ حيل دُونها ... ووافقني مِنْهَا الَّذِي كُنْت أحذرُ
فَأَخْطَأَ فِيهِ، فَقلت: أَخْطَأت وَيلك! ثُمّ غنَّى صَوتا من الْبَسِيط شعره لحميد بْن ثَوْر، والغناء للهُذَلي وَهُوَ:
يَا مُوقِد النَّار بالعلياء من إضمٍ ... قد هجت لي سُقُمًا يَا مُوقِد النَّارِ
يَا رُبَّ نارٍ هدتني وَهِي مُوقَدَة ... بالنِّدِّ والعَنْبر الْهِنديِّ والغَارِ
تَشُبُّها إِذْ خَبَتْ أيدٍ مخضبةٌ ... من ثيباتٍ مصوناتٍ وأبْكارِ
قلوبُهن وَلَم يَبْرَحْن شاخصةٌ ... ينظرن من أَيْنَ يَأْتِي الطَّارِقُ السَّاري
فَأَخْطَأَ فِيهِ، فَقلت: أَخْطَأت وَيلك! ثُمّ تغنى صَوتا ثَالِثا من الْكَامِل، شعره لكُثَيّر، والغناء لمعْبَد:
إِنِّي لأسْتَحِي أَن أبُوح بحاجتي ... فَإِذا قَرَأت صحيفتي فتهمني
وَعَلَيْك عهدُ اللَّه إِن أنبأتِهِ ... أحدا وَلا أظهرتِه بتَكَلُّمِ
فَأَخْطَأَ فِيهِ، فَقلت: أَخْطَأت وَيلك! فَغَضب، قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاق يَأْمُرك الْأَمِير بالبكور فتأتي ظهرا، وتغنيت أصواتًا كُلَّها يُحبها ويطرب إِلَيْهَا فخطأتني فِيهَا، وتزعم أنَّكَ لَا تضرب بِالْعودِ إِلا بَيْنَ يَدَي خليفةٍ أَوْ ولِيِّ عهد، وَلَو قَالَ لَك بعضُ البرامكة مثل هَذَا لبكَّرْتَ وضَرَبْتَ وغَنّيت، فَقلت: مَا ظننتُ أَن هَذَا يَجْري، وواللَّه مَا أُبْديه انتقاصًا لمجلس الْأَمِير أعثره اللَّه، وَلَكِن اسْمَع يَا جَاهِل، ثُمّ أَقبلت عَلَى ابْن هِشَام، فَقلت: دَعَاني - أصلح اللَّه الْأَمِير - يَحْيَى بْن خَالِد يَوْمًا، وَقَالَ لي: بكر فَإِنِّي علىالصبوح، وَقَدْ كُنْت يَوْمئِذٍ فِي دارٍ بأُجْرة، فَجَاءَنِي من اللَّيْل صاحبُ الدَّار فأزعجني إزعاجًا شَدِيدا. فَجرتْ مني يمينٌ غَلِيظَة أَنِّي لَا أُصْبح حَتَّى أتحوَّل، فَلَمَّا أصبحتُ خرجت أَنا وغلماني حَتَّى اكتريتُ منزلا وتحولتُ ثُمّ صرتُ إِلَى يَحْيَى وَقت الظّهْر، فَقَالَ لي: أَيْنَ كُنْت إِلَى السَّاعَة؟ فحدثُته بقصَّتي

1 / 299