127

Добрый компаньон

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Исследователь

عبد الكريم سامي الجندي

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى ١٤٢٦ هـ

Год публикации

٢٠٠٥ م

Место издания

بيروت - لبنان

تسمع بالْمُعَيْديّ خيرٌ من أَن ترَاهُ - قَالَ القَاضِي: أَكثر الْكَلَام: تسمع بالمعيديِّ لَا أَن ترَاهُ، ثُمَّ انصرفتُ فَأتيت أَبَا عَبْد اللَّه فَأَخْبَرته، وَكنت رُبمَا غِبْتُ عَنِ المَدِينَةِ أتصيّد، فَقَالَ لي: إِذَا شِئْت، فغبت عَنِ المَدِينَةِ أَيَّامًا ثُمَّ نزلت المَدِينَةِ فَإِذا مولاةٌ لَهَا قَدْ أَتَتْنِي، فَقَالَت: نَحْنُ نُرِيد أَن نُعَمِّرَك للعُرْس وَأَنت تطلب الصَّيْد وتضحى للشمس، قَدْ جئتُ طلبتُك غَيْر مرّة، وبعثتْ معي ألفَ دِينَار وَعشرَة أَثوَاب وَتقول لَك: تقدمْ إِذَا شِئْت فاخطبني وأمهرنيها، فَإِن لَك عِنْدي عشرَة جميلَة ومواتاة، قَالَ: فغدوتُ فملكتها وَبعثت إِلَيْهَا بِالْألف الدِّينَار وأمرتها بالتهيؤ، ثُمَّ أتيتُ أَبَا عَبْد اللَّه فَأَخْبَرته فَقَالَ: تهيّأ للسَّفر وَانْظُر من يَخْرُج مَعَك من مواليك عَلَى جَمَلٍ عَليّ زَادُك، فسميتُ لَهُ الموَالِي، فَقَالَ: إِذَا كَانَ لَيْلَة الْخَمِيس فادخُل إِلَى مَسْجِد النَّبيّ ﷺ فسلِّم عَلَى جَدِّك وودِّعْه ينتظرك بعيرُ زِيَاد بْن عَبْد اللَّه، فَفعلت مَا أَمرنِي بِهِ، فأتيتُه فأجده وَالقَاسِم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن حَسَن، فَلَمّا وقفتُ عَلَيْهِ أَمر لي بِثِيَاب السَّفَر وخلا بِي فَقَالَ: استشْعر تقوى اللَّه تَعَالَى، وأحْدِث لكلِّ ذَنْب تَوْبَة، لذنب السِّرِّ تَوْبَة ولذنب الْعَلَانِيَة تَوْبَة، وامض لوجهك، فقد كتبت لَك إِلَى معن بْن زَائِدَة كتابا، وغَيْبَتُك فِي سفرك ثَلَاثَة أشهر إنْشَاء اللَّه، فَإِذا قدمت صنعاء فَانْزِل منزلا وَلَا تحمل عَلَى معنٍ بِأحد، وتأتَّ لَهُ أَن تَدْخُل عَلَيْهِ بِإِذن عَامَ مَعَ النّاس، فَإِذا دخلتَ عَلَيْهِ فعرَّفْه من أَنْت، فَإِن رَأَيْت مِنْهُ جَفْوةً أَوْ نبوة فاغتفرْها وَأعْرض عَنْهَا، فَإنَّك ستصيبُ مِنْهُ عشْرين ألف دِينَار سوى مَا تصيب من غَيره، فخرجتُ حَتَّى قدمت صنعاء، فَفعلت جَمِيع مَا أَمرنِي بِهِ ودخلتُ عَلَيْهِ بِإِذن عَامَ، فَإِذا أَنَا بِهِ قَاعِدا وَحده وَإِذا بِرَجُل جهم الْوَجْه مختضب بِالسَّوَادِ وَالنَّاس سِماطان قيام، فَأَقْبَلت حَتَّى سلّمت عَلَيْهِ فردّ السّلام، فَقَالَ: من أَنْت؟ فَأَخْبَرته بنسبي، فصاح: لَا وَالله، مَا أُرِيد أَن تَأْتُونِي، ولَبَابُ أميرِ الْمُؤمنِينَ أَعُود عَلَيْكُمْ من بَابي، فَقلت لَهُ: عَلَى رسلك، أَنَا أسْتَغْفر اللَّه من حَسَن الظَّن بك، وانصرفت من عِنْدَهُ، فأدركني رَجُل من أَهْلَ الْبَلَد فأخبرتُه خبري، فَقَالَ: قَدْ عَوَّضَك اللَّه خَيْرًا ممّا فاتك، ثُمَّ بعث غُلَاما فَأَتَاهُ بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار فَدَفعهَا إِلَيّ، وسألني عَمَّا أحتاج إِلَيْهِ من الْكسْوَة فكتبتها لَهُ، فَلَمّا كَانَ بَعْدَ الْعشَاء دَخَلَ إِلَى صَاحب الْمنزل فَقَالَ: هَذَا الْأَمِير معن بْن زَائِدَة يدْخل إِلَيْكَ، فَلَمّا دَخَلَ أكبِّ عَلَى رَأْسِي ويدي، ثمَّ قَالَ: سَيِّدي وَابْن سادتي اعذرني فَإِنِّي أعرف مَا أداري، فَلَمَّا قر قراره أعلمتُه بِالْكتاب الَّذِي معي من أبي عَبْد اللَّه فَقبله وقرأه، ثُمَّ أَمر لي بِعشْرَة آلَاف دِينَار، ثمَّ قَالَ: أَي شَيْء أقدمك؟ فَأَخْبَرته خبري، فَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دِينَار أُخْرَى وبعشرة من الْإِبِل وَثَلَاث نَجَائِب برجالها وكساني ثَلَاثِينَ وَشْيًا وَغَيرهَا وَقَالَ لي: جُعلت فدَاك، إِنِّي أَظن أَبَا عَبْد اللَّه متطلِّعًا إِلَى قُدومك، فَإِن رَأَيْت أَن تُخِفَّ الوقْفة وتمضي فعلتَ، وودَّعَني، فتلومت بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامًا، وقضيتُ حوائجي ثُمَّ خرجت حَتَّى قدمت مكَّة موافيًا لعُمْرة شهر رَمَضَان، فَإِنِّي لفي

1 / 131