كذلك ليس لصاحب النظر فى الطبائع أيضا قول يعانده به من يبطل أصول ذلك العلم. وذلك أن من أبطل ما يظهر عيانا، فقد ينبغى إما لجميع الناس عامة أن يقصدوا إليه بالذم، إذ كان يبطل ما هم فيه من تصرفهم، وإما أن ينصبوا له صناعة تنصر الأصول سوى سائر الصناعات الجزئية كلها. أو يسلك فى كل واحدة من الصناعات الجزئية طريقها على أصولها بعد أن نسلم لأصحابها.
فقد نجد أرسطوطاليس وأبقراط يذهبان فى قولهما مذهبا واحدا.
فأما المفسرون لقول أبقراط فتجدهم لم يفهموا عنه قوله.
وذلك أن أبقراط لم يقل إن قوله ليس يوافق من قد اعتاد أن يسمع فى طبيعة الإنسان ما هو خارج عما يوافق الطب، وهو من يستجهل من قال إن النار، والماء والهواء والأرض ليس هى الاسطقسات.
لكنا نجده منذ أول قوله إلى آخره إنما يذم من ادعى أن الواحد منها — أى واحد كان — هو الاسطقس.
Страница 65