ولسنا نفهم عنهم شيئا مصرحا، لكنهم، كما يجيء علی ألسنتهم، مرة يقولون شيئا، ومرة يقولون غيره. وربما جمعوها كلها، كأنه لا فرق بينهما.
وإن رام أحد أن يعلمهم أن بين هذه الأشياء فرقا، وأن كل واحد منها يحتاج إلی علاج خاص، لم يصبروا للاستماع منه. لكنهم يشتمون القدماء، ويقولون إن تلخيصهم هذه الأشياء كلها إنما كان عبثا.
فهذه حالهم في ترك الحمل علی أنفسهم في طلب الحق.
ولا يحتملون أيضا أن يسمعوا أن ضد المسترخي هو المشدد، وضد اللين هو الصلب، وضد المتخلخل المستحصف.
وأن احتباس الاسفراغات الطبيعية وانبعاثها شيء غير هذه الأشياء كلها.
Страница 77