============================================================
بالخالق. من القوم من إذا استغنى بالله عز وجل عن الخلق وعن كل ما في الأرض. ألقى عليه العيال والمؤن (15) ليرجع إلى الخالق ويأخذ من أيديهم، [و] ليكون أخذه(16) رحمة لهم (، فيكون فقره ظاهرا، وغناه باطنا. يكون غناه سرا، (117/ب] وفقره جهرا، يغلبهم فيما يريد وهم مكون متأدبون. آول ما يربيهم الكتاب والسنة، يعملون بهما فيصيرون متقين ثم يربيهم الرسول، في المنام يقول لهم: افعلوا كذا وانتهوا عن كذا وكذا، ثم يرون ربهم عز وجل في المنام. فيأمرهم وينهاهم، يرقون من درجة إلى درجة، من كتاب إلى كتاب، من دار إلى دار، من ذكر إلى ذكر.
المؤمن عنده جميع الخلق شخص واحد ذلك الشخص مريض عاجز فقير لا يقدر أن يجلب إلى نفسه نفعا، ولا يدفع عنها ضرا، يبغض من عصا من الخلق، ويحب من أطاع منهم. يوافق ربه عز وجل في بغضه ومحبته، ولا يحب الخلق لعطائهم.) ولا يبغضهم لمنعهم، لا يحب ولا يبغض لنفسه وهواه. هو [1/118] معزول النفس أبدا، لا يوافقها إلا في طاعة ربه عز وجل ينحي الدنيا عن قلبه ما يزال قائما مع دين ربه عزوجل، مراعيا له، وواقفا في نصرته.
ويحك. القلب يزهد لا الجسد، يا متزهدا بظاهره، زهدك مردود عليك، قد خبأت عمامتك وقميصك، ودفنت ذهبك في الأرض ولبست المسح (17) وجمعت الأكناف(18). قطع الله جلدك ورأسك إن لم تتب. قد فتحت دكانا تبيع فيها النفاق. رمى الله دكانك عليك وقتلك تحته إن لم تخربه أنت، وتتوب وتقطع الزنار.
15) في "ب: المؤمن.
(16) نقص من "اه.
(17) المسح: بالكسر والفتح، ثوب من الشعر غليظ. يلبسه الرهبان.
(18) اكتنف القوم: اتخذوا كنفا أي يزحاضا، ولعله قصد جمع القذرات.
Страница 131