============================================================
ويلك تدعي محبة الله عز وجل وأنت لا تطيعه، محبته في آخر الأمر تكون بعد امتثال الأوامر والانتهاء عن النواهي، والقناعة بالعطاء، والرضا بالقضاء. ثم تحبه لنعمه، ثم تحبه لغير عوض، ثم تشتاق إليه. المحب / يذكر الحق عز وجل بلسانه 1041/ب] وجوارحه وبقلبه وسره. فإذا فني في ذكره باهى به خلقه وميزه عنهم، يصير حقا في حق، يفنى هو ويبقى الأول والآخر والظاهر والباطن. تدعي محبته وتشكو إلى الخلق منه. كذبت في محبته. من يحبه في حالة الغناء كيف يشكو منه في حالة الفقر. إذا جاء الفقر على قلب خام لم يقصره الإيمان والايقان، لا جرم يكون في صحبته الكفر: لا يصلح ( للفقر إلا المؤمن الصابر الورع. كيف لا يصبر عليه [1/105] والدنيا سجنه؟ هل رأيتم مسجونا يطلب التنعم في سجنه. المؤمن يتمنى الخروج من الدنيا، يتمنى الإنفلات(4) منها. بينه وبين نفسه عداوة، يتمنى ها الجوع والعطش والعري ) والذل حتى يساعده على الطاعة. فالفقر يصلح له ويقدر [أن) [105/ب] يصبر عليه، ياتمار إحفظ تمرك تجد تمرك.
ويلك: تدعي إرادتي ثم تسافر عني! إلى اين تمضي؟! تربي حيطانا! تربي أعمالا بلا إخلاص! شروعا بلا تمام! ظاهرا بلا باطن! خلقا بلا خالق، دينا بلا آخره! إجتهادا في العبادات بلا علم! كثير من العباد يجتهدون الليل والنهار في العبادة مع جهلهم بالعلم والقضاء والقدر. يتكلمون في الحقيقة بلا شريعة فيتزندقون؛ ولهذا قيل: كل حقيقة لا تشهد ها الشريعة فهي زندقة أساس هذا الكلام إحكام هذا الكلام، ثم بعد ذلك يكون البناء. أكثروا من الاستغفار والتوبة؛ فإنهما أصلان عظيمان لأمور الدنيا والآخرة؛ ولهذا أمر نوح عليه السلام [106/] قومه بالاستغتار، ووعدهم في جوابه بالمغفرة وتسخير الدنيا لهم، ووقوفها في خدمتهم، فقال لقومه حاكيا عن قوله عز وجل: *يا قوم استغفروا ربكم إنه كان (4) في (أ): الإنقلاب.
1
Страница 119