============================================================
البهرج الذي معكم، ارموا به لا تعذوه شيئا، ما يأخذ منكم إلا ما يدخل الكير ويصفو من الدغل (28)، فلا تحسبوا أن الأمر سهل.
الأكثر منكم يذعون الإخلاص وهم / منافقون، لولا الامتحان لكثرت 687/ب] الدعاوي. من ادعى الحلم نمتحنه بالاغضاب، ومن اذعى الكرم نمتحنه بالطلب منه، وكل من ادعى شيئا امتحناه بضده.
إذا ترك العبد الدنيا والآخرة، وخرج مما سوى الله عز وجل وحصل (39) قلبه في دار قربه ومنته ولطفه لا يكلفه تحصيل الطعام والشراب واللباس، أو شيء من مصالحه، يتنزه قلبه عن الاشتغال بذلك.
ويحكم تريدون شيئا بلا شيء، ما يقع بأيديكم أدوا الثمن وخذوا المثمن، من تعنى(4) تهنى. احتملوا حزن الدنيا وهمها حتى يحصل لكم فرح الآخرة.
كان نبيكم محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم طويل الحزن، دائم التفكر، كان كثير العبادة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، /كان يتفكر تارة [1/29] في الخلق وتارة في الخالق، كان يتفكر فيما يتم على أمته من بعده. كان الحسن البصري (41) رحمة الله عليه إذا خرج من بيته كأنه قد نبش من قبره، وأثر الحزن (38) الدغل: الفساد. (39) في (أ): وصل.
40)اي تقب.
(41) هو الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهما.
ابوه يسار من سبي ميسان؛ وهي كورة واسعة كثيرة النخل بين البصرة وواسط. سكن المدينة، وأعتق فيها وتروج بها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فولد له الحن رحة الله عليه لستين بقيتا من خلاقة عمر كان سيد أهل زمانه علما وعملا. روى عن عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة و عبد الرحن بن سمره، وسمرة بن جندب، وغيرهم كثير من الصحابة، وروى عنه كتيه من التابعين وخلق كثير انظر سير أعلام البلاء4 /563
Страница 83