============================================================
قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "من عرف الله كل لسانه"(53).
العارف لا يزال أخرس، لا ينطق بالأسرار التي عنده إلا باذن منه [عز وجل].
يا غلام: استودع نفسك وجوارحك وأهلك ومالك الحق عز وجل الذي لا تضيع ودائعه، وسر بقلبك إليه؛ فإنك تجد عنده كل خير. أد حق الحكم.
ارض هذا النبي رصلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم واتبعه، ثم ادخل على ربك 1/1441] عز وجل بأقدام علمك به، ومعرفتك له، اصحب الحكم إلى أن تصل إلى الباب، فإذا وصلت إليه استوقفه هناك واسأله الدعاء بالسلامة، وسعادة البخت ثم ادخل إلى دار سرك ومعناك. عن بعضهم أنه قال: (لإن آكل الدنيا بالطبل والمزمار أحب إليمن أن آكلها بالدين). عن قريب يتفكر كل واحد منكم ما سعى من التوحيد والشرك، من النفاق والإخلاص، ذلك اليوم تبرز الجحيم لمن يرى، كل من في القيامة يراها، ويفزع منها إلا آحاد أفراد. إذا رأت المؤمن ذلت له، وخمدت حتى يجوز؛ ولهذا نقل عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: "تقول النار يوم القيامة للمؤمن جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك/ هبي"(54). [144/ب] تناديه قبل أن يجوز عليها أسرع، جز، لا تبطل علي شغلي، فإن شغلي مع غيرك، لا بد من الجواز عليها للمسلم والكافر، للطائع والعاصي. إذا استقرت قدم المؤمن على الصراط الممدود عليها تنزوي وتخمد، وتقول له: جز فقد أطفأ نورك هبي: ومنهم من يجوز ولا يراها، فإذا دخلوا الجنة يقولون: أليس قد قال الله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها [سورة مريم 71/19]. فيما رأيناها، فيقال لهم: جزتموها وهي خامدة.
العاصي آبق من مولاه عز وجل. المؤمن الطائع واقف في خدمة مولاه عز وجل، علم أنه سيلقاه، ويسأله عن جميع أموره التي كان فيها وهو في الدنيا، (54) لم نجده بهذا اللفظ.
54) انظر تخريح الحديث في الصفحة (40)
Страница 157