Очищение сердец во славе молитв на Мухаммада, лучшего из людей
جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام
Исследователь
زائد بن أحمد النشيري
Издатель
دار عطاءات العلم (الرياض)
Номер издания
الخامسة
Год публикации
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
Место издания
دار ابن حزم (بيروت)
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٣)
جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ
تأليف
الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية (٦٩١ - ٧٥١)
تحقيق
زائد بن أحمد النشيري
إشراف
بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
المقدمة / 1
رَاجَعَ هذَا الجُزْءَ
حَاتم بن عارف الشريف
أحمد جاح عثمان
المقدمة / 3
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. أما بعد:
فإن الله ﷾ أرسل نبينا محمدًا ﷺ رحمه للعالمين، ونجاة لمن آمن به من الموحدين، وإمامًا للمتقين، وحُجَّة على الخلائق أجمعين، وشفيعًا في المحشر ومفخرًا للمعشر، أرسله على حين فترة من الرسل، فهدى به لأقوم الطرق وأوضح السُّبل، وافترض على العباد طاعته وتعزيره وتوقيره ورعايته والقيام بحقوقه، وامتثال ما قرره في مفهومه ومنطوقه، والصلاة عليه والتسليم (^١) فقال فى كتابه العزيز: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾ [الأحزاب: ٥٦].
قال بعض العلماء (^٢): (ومن خواصه ﷺ أنه ليس في القرآن ولا غيره صلاة من الله على غيره، فهي خصيصة اختصّه الله بها دون سائر الأنبياء) ا. هـ.
_________
(^١) اقتبسته من خطبة السخاوي لكتابه القول البديع ص ٥ بتصرف واختصار.
(^٢) انظر مرشد المحتار إلى خصائص المختار لمحمد بن طولون ص ٣٩٧.
المقدمة / 5
وهذا ما دفع أهل العلم إلى إفراد التآليف والمصنفات في الصلاة والسلام عليه ﷺ، كيف لا وقد قال ﷺ: "من صلَّى عليَّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا" (^١).
ولهذا تتابع أهل العلم قديمًا وحديثًا على جمع الأحاديث الواردة في هذا الموضوع وتصنيفها وترتيبها؛ نظرًا لوفرة الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه ﷺ، ولكثرة المواضع والمواطن التي يُصلَّى فيها عليه ﷺ، وأهمها في التشهد في آخر الصلاة.
ولما كانت مصنفات أهل العلم كثيرة كثرة بالغة، وإحصاؤها هُنا يضخم حجم الكتاب، ويخرج بنا عن المقصود، رأيت أن أذكر نماذج منها تشتمل على أهم الكتب المصنفة، وجعلته على قسمين:
أولًا: الكتب المسندة (التي تروي بالإسناد).
ثانيًا: الكتب غير المسندة.
أولًا: الكتب المسندة:
١ - الصلاة على النبي ﷺ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي المعروف (بابن أبي الدنيا) (٢٠٨ - ٢٨١ هـ) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٠٢) وقد نقل المؤلف عن ابن أبي الدنيا في موضع واحد رقم (٧١) ص ٧٠، فلعله من هذا الكتاب.
_________
(^١) أخرجه مسلم برقم (٤٠٨): وسيأتي برقم (٢٨).
المقدمة / 6
٢ - فضل الصلاة على النبي ﷺ، لإسماعيل بن إسحاق القاضي (ت: ٢٨٢ هـ) وقد حقق وطبع عدة طبعات:
(أ) طبعة المكتب الإسلامي، تحقيق العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ١٣٨٣ هـ في (٩٢) صفحة.
(ب) طبعة رمادى للنشر تحقيق/ عبد الحق التركماني ١٤١٧ هـ في ٢٣٢ صفحة.
(ج) طبعة دار المدينة المنورة تحقيق/ حسين محمد علي شكري ١٤٢١ هـ في ١١٠ صفحة.
(د) طبعة دار العلوم - عمان - الأردن. تحقيق/ أسعد سالم تيِّم. الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ، في ١٣٨ صفحة.
وقد اعتمد عليه المؤلف كثيرًا كما تراه في فهرس الكتب.
٣ - الصلاة على النبي ﷺ لأبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني المعروف: بابن أبي عاصم، (ت: ٢٨٧ هـ) وقد طبع بتحقيق/ حمدي بن عبد المجيد السلفي طبعة/ دار المأمون للتراث عام ١٤١٥ هـ.
وقد نقل منه المؤلف كما تراه في فهرس الكتب.
٤ - الصلاة على النبي ﷺ، لأبي الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (ت: ٣٦٩ هـ) وقد نقل منه المؤلف برقم (٣٣، ٤٥٢).
المقدمة / 7
٥ - فضل الوضوء والصلاة على النبي ﷺ وفضل لا إله إلا الله، لأبي جعفر عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين (ت: ٣٨٥ هـ).
انظر الفهرست لابن خير الإشبيلي رقم (٥٨١).
٦ - الإعلام بفضل الصلاة على خير الأنام - على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، لمحمد بن عبد الرحمن النميري الغرناطي المالكي (ت: ٥٤٤ هـ).
منه نسخة في المكتبة الأحمدية بحلب (٢٧٤).
انظر تراث المغاربة للتليدي رقم (٢٠٢).
قال السخاوي عن هذا الكتاب: "وحجمه كبير بسبب التكرار وسياق الأسانيد" انظر القول البديع ص ٢٤٨.
٧ - القربة إلى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (ت: ٥٧٨ هـ).
- يوجد منه نسخة في المغرب (بالخزانة العامة - بالرباط) (١).
- وقد ورد باسم آخر- (قربان المتقين في الصلاة على النبي ﷺ) كما في المعجم المفهرس لابن حجر رقم (٣٤٧).
- انظر معجم الموضوعات المطروقة للحبشي (٢/ ٧٥٥ و٧٥٧) وتراث المغاربة للتليدي رقم (٨٩٥) قال السخاوي: "ولما انتشر هذا الكتاب (القول البديع) أرسل إليَّ محدث مكة وحافظها ... بنسخة من
_________
(١) وقد طبع بدار الكتب العلمية ط - الأولى (١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م).
المقدمة / 8
كتاب ابن بشكوال، فوجدته في كُرَّاستين مع كونه ساقه بإسناده ... ". انظر القول البديع ص ٢٤٩.
٨ - الصلاة على النبي ﷺ، للحافظ أبي موسى المديني محمد بن عمر بن أحمد بن عمر الأصبهاني الشافعي (ت: ٥٨١ هـ).
وقد نقل منه المؤلف كثيرًا. راجع فهرس الكتب.
وقد ذكره السخاوي في القول البديع ص ٢٤٨.
٩ - الصلاة على النبي ﷺ للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت: ٦٤٣).
وقد نقل منه المؤلف تحت رقم (٥١) ص ٥٩، وذكره السخاوي في القول البديع ص ٢٤٨.
ثانيًا: الكتب غير المسندة:
١ - نزهة الأصفياء وسلوة الأولياء في فضل الصلاة على خاتم الرسل وصفوة الأنبياء، لعلي بن إبراهيم النفزي الغرناطي (ت: ٥٥٧) وهو "مخطوط".
انظر تراث المغاربة رقم (١١٤٨).
٢ - الفوائد المتناثرة من الأحاديث المروية في الصلاة والسلام على خير البرية، لعامر بن الحسن بن الزبير السوسي (ت بعد: ١٠٢٣).
انظر تراث المغاربة رقم (٨٧٨).
المقدمة / 9
٣ - تنبيه الأنام في بيان علو مقام نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام- لابن عظوم (ت: ٩٦٠ هـ) انظر معجم الموضوعات للحبشي (٢/ ٧٥٤).
٤ - الصِّلات والبِشَر في الصلاة على سيد البَشَر للفيروزآبادي (صاحب القاموس) (ت: ٨١٧ هـ) ذكره السخاوي في القول البديع ص ٢٤٨.
- فضل الصلاة على النبي ﷺ للآتي أسماؤهم:
٥ - لأحمد بن فارس اللغوي (ت: ٣٩٥ هـ).
انظر المعجم المفهرس لابن حجر ص ١٠٥ رقم (٣٤٦).
٦ - لأبي الفتح بن سيد الناس اليَعْمَرِي (ت: ٧٣٢ هـ).
ذكره السخاوي في القول البديع ص ٢٤٨.
٧ - لِلمُحِب الطبري (ت: ٦٩٤ هـ). ذكره السخاوي ص ٢٤٨.
٨ - للحافظ النَّسَّابة أبي أحمد الدمياطي (ت: ٧٠٢ هـ). ذكره السخاوي ص ٢٤٨.
٩ - لعبد الصمد بن الحسن أَمين الدين بن عساكر (ت: ٦٨٦ هـ). ذكره السَّخاوي ص ١٤٨.
١٠ - لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح (ت: ٨٠٣ هـ).
انظر هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي (١/ ١٩).
١١ - شرح الصلاة على النبي ﷺ، للشهاب البلقيني.
المقدمة / 10
"مخطوط" انظر معجم الموضوعات (٢/ ٧٥٦).
١٢ - بلوغ الوطر في الصلاة على خير البشر، لابن طولون (ت: ٩٥٢ هـ). وهو "مخطوط".
١٣ - زهر الأكمام في مواطن الصلاة على نبينا ﵇، لابن طولون (ت: ٩٥٢ هـ)، وهو "مخطوط". انظر معجم الموضوعات (٢/ ٧٥٣).
١٤ - الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير، لابن صدقة اللحمي الفكهاني. وهو "مخطوط" انظر معجم الموضوعات (٢/ ٧٥١).
١٥ - عقد الجوهر في الصلاة على الشفيع المشفع يوم المحشر للبرزنجي. انظر معجم الموضوعات (٢/ ٧٥١).
١٦ - مسالك الحنفا إلى مشارع الصلاة على النبي المصطفى - للقسطلاني (ت: ٩٢٣ هـ) وهو مطبوع بالمجمع الثقافي بدبي.
١٧ - أوثق العُرى في الصلاة والسلام على خير الورى - لمعروف البرزنجي، انظر هدية العارفين (٢/ ٣٦٩) (^١).
_________
(^١) هذه بعض المؤلفات المطبوعة والمخطوطة المصنفة في هذا الموضوع، وانظر المزيد من المراجع - معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي، وبيان ما فيها - لعبد الله بن محمد الحبشي (٢/ ٧٥٠ - ٧٥٧)، والفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (قسم الحديث (٢/ ٧٦٤ و٧٧١) و(٣/ ١٤٠٠) وكشف الظنون (٢/ ١٢٧٩).
المقدمة / 11
كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ والكلام عنه في عدة نقاط:
١ - اسم الكتاب وعنوانه.
٢ - صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
٣ - تأريخ تأليفه الكتاب.
٤ - ثناء العلماء على الكتاب.
٥ - نُقُول العلماء منه، واطلاعهم عليه.
٦ - الكتاب أهميته، ومميزاته، ومنهج مؤلفه فيه.
٧ - الكتاب موضوعه ومحتواه.
٨ - موارد المؤلف ومصادره في الكتاب.
٩ - مطبوعات الكتاب، ومختصراته.
١٠ - وصف النسخ المعتمدة في التحقيق.
١١ - منهج التحقيق.
١٢ - نماذج من النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب.
المقدمة / 12
١) اسم الكتاب وعنوانه
أولًا: ما جاء عن المؤلف:
ذكر ابن القيم لهذا الكتاب عنوانين:
العنوان الأول: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ، هكذا جاء مصرحًا به في:
١ - زاد المعاد (١/ ٨٧) (^١).
٢ - في بعض النسخ الخطيَّة لهذا الكتاب:
أ- النسخة الظاهرية (ظ) وزاد (.. على محمد خير ..).
ب- النسخة التركية (شهيد علي) (ش).
ويلاحظ في هذه النسخة عنوانان:
الأول: كتاب فضل الصلاة على النبي ﷺ لابن القيم.
الآخر: كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام- للعلامة ابن القيم ﵀ ونفع بعلومه.
ويظهر أن الاسم الأول إلْحاقُهُ حديث، والصواب العنوان الثاني.
_________
(^١) ورد في الموطن الثاني (١/ ٩٣) مختصرًا بلفظ (الصلاة والسلام عليه ﷺ، ويظهر أنه إنما اختصر عنوانه، اكتفاءً بما أورده قريبًا (١/ ٨٧) من عنوانه واسمه الكامل.
المقدمة / 13
ج- نسخة (تشستربيتي) (ت).
د- نسخة المكتبة الوطنية بالجزائر (ج) وجاء اسمه هكذا (جلاء الأفهام في فضل الصلاة على خير الأنام محمد رسول الله ﷺ وعليه - (كذا) - وعلى آله الطيبين وسلم).
أما نسخة (برنستون) (ب)، والطبعة الحجرية (ح) فليس في مصورتيهما التي عندي الصفحة الأولى والأخيرة.
العنوان الثاني: تعظيم شأن الصلاة على خير الأنام ﷺ.
هكذا جاء مصرحًا به في بدائع الفوائد (٢/ ٦٨٥) (^١).
ثانيًا: ما جاء عن تلاميذ المؤلف:
١ - ابن رجب الحنبلي: ذكره في ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤٤٩) باسم (جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام) (^٢).
٢ - الصفدي ذكره في الوافي بالوفيات (٢/ ١٩٦) باسم (حلى (كذا) الأفهام في أحكام الصلاة والسلام على خير الأنام)، وفي أعيان العصر (٤/ ٣٧٠) (جلي ...)!.
_________
(^١) ورد في الموضع الثاني (٢/ ٦٨٨) مختصرًا (كتاب تعظيم شأن الصلاة على النبي ﷺ).
(^٢) وتتمته في الذيل (وبيان أحاديثها وعللها)، ولعل هذه الإضافة من ابن رجب، لأنّ ابن القيم لم يذكرها في العنوان، ولم يأت ذلك في النسخ الخطية، ولا عند أكثر المترجمين.
المقدمة / 14
ثالثًا: كتب التراجم:
وهي لا تكاد تخرج عما تقدم ذكره من عناوين (^١).
والذي يظهر أن العنوان الصحيح هو (جِلاءُ الأفْهام في فَضْل الصلاةِ والسلامِ على خير الأنام ﷺ)، لأنه الأكثر والأشهر، وهو المنصوص عليه من مؤلفه في كتابه (جلاء الأفهام ...)، وفي (زاد المعاد ١/ ٨٧).
٢) صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه
بلغ هذا الكتاب أعلى الدرجات والمراتب صحةً في نسبته لمؤلفه وذلك لما يلي:
١ - أنَّ المؤلف نصَّ عليه في بعض كتبه؛ وإن اختلف العنوان في بعض المواضع كزاد المعاد (١/ ٨٧، ٩٣)، وبدائع الفوائد (٢/ ٦٨٥، ٦٨٨).
٢ - أنَّ المؤلف نصَّ في كتابه هذا (جلاء الأفهام ...) على أربعة
_________
(^١) انظر كتاب ابن قيم الجوزية حياته وآثاره موارده للشيخ بكر أبو زيد ص ٢٣٦ - ٢٣٨.
تنبيه: ذكر البغدادي في هدية العارفين (٢/ ١٥٨) هذا الكتاب (جلاء الأفهام) - ثم ذكر بعده بقليل كتابًا آخر باسم "ربيع الأبرار فى الصلاة على النبي المختار" قال الشيخ بكر أبو زيد: ولم أره عند غيره والله أعلم.
قلت: ولعل هذا غلط، وسببه أن البغدادي نقل ما رآه على غلاف هذه النسخة، وهذه النسخة توجد بألمانيا في مكتبة برلين رقم (٣٩١٦، ٧٥٠) في ١٦٤ ورقة، كتبت سنة ١٠٨٩ هـ، فينبغي النظر في الكتاب للتحقق من هذا الغلط.
المقدمة / 15
من كتبه:
وهي:
١ - الروح والنفس كما في ص ٢٨٨ و٣٥٨.
٢ - الروح كما في ص ٥٣٦.
٣ - أصول التفسير كما في ص ١٥٨.
٤ - التعليق على الأحكام كما في ص ١٦١.
وانظر كتاب "ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده" للشيخ بكر أبو زيد ص ٢٥٣ - ٢٥٩ وص ٢٣١.
٣ - أنَّه قد نصَّ تلميذان لابن القيم وهما ابن رجب، وصلاح الدين الصفدي على نسبته لمؤلفه كما في ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤٥٠)، والوافي بالوفيات (٢/ ١٩٦) وأعيان العصر (٤/ ٣٧٠).
٤ - أنَّه قد نصَّ جماعة ممَّن ترجم لابن القيم أو ذكره على نسبته اليه، كالدَّاودي في (طبقات المفسرين). (٢/ ٩٦)، وابن تغري بردي في المنهل الصافي (٣/ ٦٢)، وابن حجر في لسان الميزان (١/ ١٤٣) وغيره، والسخاوي في القول البديع ص ٩ و٢٠ و٥٥ و٦٠ و٨٧ و١٥١، والسيوطي في بغية الوعاة (١/ ٦٣)، وصديق حسن خان في (التاج المكلل) ص ٤١٩، وحاجي خليفة في كشف الظنون (١/ ٥٩٢)، والبغدادي في هدية العارفين (٢/ ١٥٨)، وغيرهم.
٥ - النقول عن الكتاب، وسيأتي ذكره.
المقدمة / 16
٣) تاريخ تأليفه الكتاب
لم يشر المؤلف ﵀ إلى وقت تأليفه الكتاب (^١)، ولم أقف على مَنْ نصَّ على ذلك. لكن بعد التَّتبع والنَّظر، ظهر لي أنه ألفه بعد سنة ٧٢٨ هـ بمدة غير معلومة، وذلك أنه أحال في كتابه جلاء الأفهام ص ٥٣٦ على كتاب الروح، وقد ذكر في كتابه الروح ص ٦٩ ط- دار الكتاب العربي/ تحقيق السيد الجميلي - مَنْ رأى شيخ الاسلام ابن تيمية بعد موته فقال: (وأما من حصل له الشفاء باستعمال دواء رأى من وصفه له في منامه فكثير جدًا، وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته، وسأله عن شيء كان يُشْكِل عليه من مسائل في الفرائض وغيرها؛ فأجابه بالصَّواب) ا. هـ.
فهذا النص يدل على أنه ألَّف الروح بَعْد سنة ٧٢٨ هـ، وهي السنة التي توفي فيها شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀.
وعليه يتبين أنه ألَّف "جلاء الأفهام" بعد سنة ٧٢٨ هـ بمدة، قد تطول أو تقصر. والله أعلم.
_________
(^١) يُشير المؤلف أحيانًا إلى تاريخ التأليف كما فعل في تهذيب السنن، حيث نصَّ أنه ألفه في سنة ٧٣٢ هـ وهو بمكة، وكذلك حادي الأرواح إلى بلاد الافراح حيث وجد في آخر النسخة أنَّ المؤلف فرغ من تأليفه سنة ٧٤٥ هـ أي قبل وفاته بستة أعوام.
انظر كتاب "ابن قيِّم الجوزية" حياته - آثاره - موارده"، للشيخ بكر أبو زيد ص ٢٣٥ و٢٤٠ وانظر ص ٢٥٠.
المقدمة / 17
٤) الثناء على كتاب جلاء الأفهام
أولًا: ثناء المؤلف على كتابه:
- استهل المؤلف كتابه هذا بالثناء والاطراء على كتابه هذا فقال: "وهو كتاب فرد في معناه، لم نُسْبَق إلى مثله في كثرة فوائدة وغزارتها ... " الخ.
- وقد مدح المؤلف الفصل الثالث من الباب الثاني - فقال بعد أن دلّل وقرّر على أنَّ أسماء الله الحسنى ليست أعلامًا محضة لا دلالة لها قال ص ١٨٩: "ومن تدبر هذا المعنى في القرآن هبط به على رياض من العلم ... ولو لم يكن في كتابنا هذا إلّا هذا الفصل وحده، لكفى من له ذوق ومعرفة، والله الموفق للصواب".
- وقد أثنى المؤلف أيضًا على كتابه هذا في بعض كتبه:
١ - في زاد المعاد (١/ ٨٧) ونقل ما ذكره في مقدمة جلاء الأفهام.
٢ - في بدائع الفوائد (٢/ ٦٨٥)، فقال عن جلاء الأفهام " ... أتينا فيه من الفوائد بما يساوي أدناها رحلة مما لا يوجد في غيره".
ثانيًا: ثناء بعض أهل العلم عليه:
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي:
حيث قال بعد أن ذكر قائمة بالكتب المُصَنَّفة في الصلاة على النَّبىّ
المقدمة / 18
ﷺ قال ص ٢٤٩: "وفي الجملة فأحسنها، وأكثرها فوائد خامسها ... " يعني جلاء الأفهام.
- وقال أيضًا ص ٢٤٨ - ٢٤٩: "وهو (أي جلاء الأفهام) جليل في معناه، لكنه كثير الاستطراد والإسهاب كعادة مصنفه".
٥) نقول العلماء منه، واطلاعهم عليه
١ - الأذرعي أبو العباس أحمد بن حمدان بن عبد الواحد (ت: ٧٨٣):
نقل عنه الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ١٥٨) كلامًا في الجمع بين الأذكار الواردة ثم قال الحافظ ابن حجر: "وكأنه أخذه من كلام ابن القيم، فإنه قال: إن هذه الكيفية لم ترد مجموعة ... " انظر جلاء الأفهام ص ٣٧٧.
٢ - الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢):
نقل عنه في ثلاثة كتب من مؤلفاته:
١ - فتح الباري (١١/ ١٥٥ - ١٥٦) (- لكن لم ينص على اسم ابن القيم- انظر جلاء الأفهام ص ١٤٠ - ١٤٢ و١٤٦ و١٥٦ وفي (١١/ ١٥٨ - ١٥٩) - وانظره في جلاء الأفهام ص ٣٣٦ وفي (١١/ ١٦٢ و١٦٥) انظره في جلاء الأفهام ص ٣٣٣ - ٣٣٤ و٣٩٠.
٢ - تهذيب التهذيب: نقل عنه في (٢/ ٥١٩) في ترجمة عبد الرحمن بن طلحة الخزاعي، وانظره في جلاء الأفهام ص ٢٧.
المقدمة / 19
٣ - لسان الميزان: فقد نقل عنه في (١/ ١٤٣ - ١٤٤) رقم (١٠٨) وهو في جلاء الأفهام ص ٣٣.
٣ - محمد بن عبد الله الخيضري الزبيدي الدمشقي الشافعي (ت ٨٩٤ هـ):
فقد نقل عنه في كتابه "زهر الرياض في ردِّ ما شنَّعه القاضي عياض على مَنْ أوجب الصلاة على البشير النذير في التشهد الأخير" تحقيق: الشيخ أحمد الحاج.
إلا أنه لم يشر إلى كتاب ابن القيم، وهو في جلاء الأفهام ص ٣٨٠ - ٤٢٤.
٤ - محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت: ٩٠٢ هـ):
فقد أكثر عنه النقول في كتابه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع انظر (٩ - ١٠، ٢٠ - ٢١، ٦٠ في موضعين، ٨٤ وهو تعقيب عليه، ٨٧، ١٥١، ١٥٩، ١٩٣، ٢٠٧، ٢٣٩، ٢٣٤، ٢٤٨ - ٢٤٩).
٥ - محمد بن أحمد السفاريني (ت: ١١٨٨ هـ):
فقد نقل عنه في كتابين من كتبه:
١ - شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد (٢/ ٥٠٨) في مبحث المفاضلة بين خديجة وعائشة ﵄، وهو في الجلاء ص ٢٦٣.
٢ - لوامع الأنوار البهيَّة وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضيَّة في عقيدة الفرقة المرضيَّة (٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤)، في مبحث
المقدمة / 20
المفاضلة بين خديجة وعائشة ﵄، وفي خصائصهما (٢/ ٣٧٥ - ٣٧٦)، وهو في الجلاء ص ٢٦٣ - ٢٦٧.
٦) الكتاب أهميته ومميزاته ومنهج مؤلفه فيه
يعتبر كتاب جلاء الأفهام من أهم وأنفس الكتب التي أُلِّفت في هذا المضمار، وتكْمُن أهميته في موضوعه ومضمونه ومحتواه، وذلك لانفراده وتميّزه بِعدَّه مميزات وخصائص عن الكتب التي ألفت قبله فمن ذلك:
١ - أنه من أول الكتب التي ألفت في موضوع فضل الصلاة والسلام على النبي ﷺ على هذا النمط والمنوال، فقد كانت عامة الكتب السابقة مقتصرة على سرد الأحاديث والآثار الواردة في الموضوع فقط.
٢ - جودة ترتيب الكتاب وتقسيمه.
٣ - إبرازه أوجه فضائل الخليلين محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام وأهل بيتهما، وبيانها. وهذا لا تكاد تظفر به مجموعًا في كتاب قبله.
٤ - جمعه الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، وتخريجها والكلام عليها وبيان صحيحها من سقيمها.
٥ - بيانه معاني هذا الدعاء (^١) وأسراره، وما اشتمل عليه من
_________
(^١) أي (اللهمّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد ..).
المقدمة / 21
الحِكَم والفوائد الغزيرة.
٦ - محاولته استقصاء مواطن الصلاة والسلام عليه ﷺ ومحالها من بطون كتب الحديث المختلفة، كالصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء وغيرها.
٧ - احتواؤه على جُملة من العلوم والمعارف في شتى الفنون، كالتوحيد والتفسير والحديث والفقه واللغة وعلومها وما يتعلق بها، منثورة في أثناء الكتاب.
٨ - بيانه بعض أسرار القرآن في ألفاظه ومفرداته وتراكيبه، وما يقترن بها، إضافة إلى ذكر شيء من القواعد التفسيرية وتطبيقاتها.
٩ - تضمنه جملةً صالحة من اختياراته وترجيحاته وتصويباته في شتى الفنون منثورة في الكتاب.
وأما منهجه فيه (^١) فيمكن إجماله وتلخيصه في النقاط الآتية:
١ - اعتماده على نصوص الوحْيين (الكتاب والسنة)، وتقديمه نصوص السنة في أول الكتاب؛ لشدة تعلق الموضوع بها، فهي مع الكتاب الأصل عند الاستدلال، والدِّعامة التي يرتكز عليها في الحُجَّة والبيان.
٢ - اعتماده أقوال الصحابة ﵃، ويظهر ذلك جليًا عند
_________
(^١) انظر كتاب "ابن قيم الجوزية حياته آثاره" للشيخ بكر أبو زيد ص ٨٥ - ١٢٨.
المقدمة / 22