Джахиз: Властители слова (часть первая)
الجاحظ: أئمة الأدب (الجزء الأول)
Жанры
ومن هنا نعلم أنه لم يكن يرى روعة البلاغة في الآداب المترجمة، وذلك رأي جمهرة العرب الذين أقبلوا على ترجمة أنواع العلوم ورضوا بالأخذ عن غيرهم إلا في الشريعة والأدب؛ فإنهم كانوا مؤمنين بأن شريعتهم أكمل الشرائع وأدبهم أرفع الآداب ولغتهم أبلغ اللغات.
هذا فصل إذا أضيف إلى ما تقدمه من الفصول وأضيف إليه أمثلة وشواهد من كلام الجاحظ - وستراها بعد أسطر - أمكن أن يعطيك فكرة عامة، ويمثل لك صورة مجملة عن الجاحظ وسيرته وأدبه وأثره.
نصوص من كلام الجاحظ
اللسان
هو أداة يظهر بها البيان، وشاهد يعبر عن الضمير، وحاكم يفصل الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، وواعظ ينهى عن القبيح، ومعز يبرد الأحزان، ومعتذر يرفع الضغينة، ومله يونق الأسماع، وزارع يحرث المودة، وحاصد يستأصل العداوة، وشاكر يستوجب المزيد، ومادح يستحق الألفة، ومؤنس يذهب الوحشة.
العقل
ليس على ظهرها إنسان إلا معجب بعقله، لا يسره أن له بجميع ما له ما لغيره، ولولا ذلك لماتوا كمدا ولذابوا حسدا، ولكن كل إنسان وإن كان يرى أنه حاسد في شيء، فهو يرى أنه محسود في كل شيء.
الكلام البليغ
ومتى شاكل - أبقاك الله - اللفظ معناه، وكان لذلك الحال وفقا، ولذلك القدر لفقا، وخرج من سماجة الاستكراه، وسلم من فساد التكلف؛ كان قمنا بحسن الموقع، وحقيقا بانتفاع المستمع، وجديرا أن يمنع صاحبه من تأول الطاعنين، ويحمي عرضه من اعتراض العائبين، ولا تزال القلوب به معمورة، والصدور به مأهولة.
ومتى كان اللفظ أيضا كريما في نفسه، متخيرا من جنسه، وكان سليما من الفضول، بريئا من التعقيد، حبب إلى النفوس، واتصل بالأذهان، والتحم بالعقول، وهشت له الأسماع، وارتاحت له القلوب، وخف على ألسن الرواة، وشاع في الآفاق ذكره، وعظم في الناس خطره، وصار ذلك مادة للعالم الرئيس، ورياضة للمتعلم الريض. ومن أعاره من معرفته نصيبا، وأفرغ عليه من محبته ذنوبا، خبت إليه المعاني، وسلس له نظام اللفظ، وكان قد أغنى المستمع عن كد التكلف، وأراح قارئ الكتاب من علاج التفهم.
Неизвестная страница