431

Новое в мудрости

الجديد في الحكمة

Редактор

حميد مرعيد الكبيسي

Издатель

مطبعة جامعة بغداد

Год публикации

1403م-1982م

Место издания

بغداد

ولو وجدت الأمور كلها بريئة من الشر ( لوحة 373 ) ، وعلى | حالة واحدة وصفة واحدة ، لكانت الماهيات واحدة ، ولم يكن نقصانها | عن مرتبة ' الأول ' - تعالى - متفاوتا ، وكما أن ماهيات الأنواع تتفاوت | في ذلك ، فكذلك ماهيات الأشخاص التي تحت الأنواع .

والنوع المفسد للانسان مثلا ، هو في ذاته كامل ، وإنما يعده من | الشر من يظن خلق العالم ، إنما هو لأجل الانسان ، لا غير ، وليس | كذا .

ولما وجب وصول بعض الأجسام الكائنة الفاسدة ، إلى بعض ، | حتى يحصل المزاج ، لزم أن يفسد بعضها بعضا . وذلك كوصول النار | إلى ثوب إنسان ، فتحرقه ، فمن المحال أن تكون النار نارا والثوب ثوبا .

وهذا النظام الفاصل هذا النظام ، ثم يصل إليه ، فلا يحترق . | ومحال ألا يكون للنار وصول إلى الثوب ، تحت هذه الحركات التي هي | أفضل أنواع الحركات .

فمثل هذا الشر بالضرورة ، من لوازم العناية ، ويمتنع أن يكون | مقتضى جميع الحركات واحدا ، بل مقتضى كل حركة غير مقتضي | الأخرى ، فيكون مقتضى واحدة موافقا ، ومقتضى الأخرى غير موافق . | فلهذا وجب أن تكون الأمور المنسوبة إلى الشر موجودة ، في هذا النظام | وكله حكمة وخير .

ولما لم يكن في وجود الانسان ، من وجود قواه المتضادة ، ولم | يمكن تعادلها ، حتى لا يغلب أحدها الآخر ، وإلا كانت الأشخاص واحدة ، | وجب من ذلك أن تتأدى أحوال بعض الناس ، إلى أن يقع لهم عقد ضار | في المعاد وفي الحق ، أو فرط شهوة أو غضب ضارين لذلك الانسان | ولغيره .

ولا تجد شيئا مما يقال له شر من الأفعال ، ألا وهو كمال لسببه | الفاعل ، وعسى أنه شر بقياس القابل أو بقياس فاعل آخر يمنع عن | فعله في تلك المادة . |

Страница 596