146

Новое в мудрости

الجديد في الحكمة

Исследователь

حميد مرعيد الكبيسي

Издатель

مطبعة جامعة بغداد

Год публикации

1403م-1982م

Место издания

بغداد

وما من شرط المدرك أن يكون مغايرا للمدرك ، وإلا ما كنا ندرك | ذواتنا ، وذلك على خلاف الايجاد ، فإن موجد الشيء يجب أن يكون مغايرا | لذلك الشيء . وستتحقق ان علمنا بذاتنا هو ذاتنا ، وكذلك علمنا بعلمنا | بذاتنا ، وهلم جرا .

وإن وقعت المغايرة بنوع من الاعتبار ، وهو كاف في حصول الشيء | للشيء ، أو إضافته إليه ، وليس الحصول الادراكي هو لآلة المدرك فقط | من دون المدرك نفسه ، بل ما يدرك بآلة ، فصورة المدرك حاصلة له | لحصولها لآليته .

وكون الصورة مدركة غير كون ما هي صورته مدركا بها . فقد يعرض | لما يكون إدراكا أن يكون مدركا باختلاف اعتبار ، والعلم يجب بغيره عند | تغير المعلوم ، لأنه مطابق له . وكل ما طابق شيئا على وجه ، لا يمكن أن | يطابق ما يخالفه . وبهذا يعلم بأن الشيء سيوجد ، غير العلم | بوجوده إذا وجد .

ونزيده بأنه لو كان كذلك ، لكان من علم أنه إذا جاء الغد دخل زيد | الدار ، علم لا محالة دخوله الدار عند مجيء الغد ، علم مجيء الغد ، أو | لم يعلم .

ولأن العلم بأن الشيء سيوجد ، لا يتوقف كونه كذلك على وجود | الشيء ، ويتوقف كونه علما بوجوده على وجوده والحاصل قبل حصول | الشرط غير الموقوف على حصوله .

Страница 300