ظفروا به فبايعوه، وأظهروا دعوته، وتابعهم أكثر أهل الأندلس.
وبقي الأمر كذلك إلى حدود الخمسين وأربع مائة، فإنهم أظهروا موت هشام المؤيد الذي ذكروا أنه وصل إليهم، وحصل عندهم، وانقطعت الخطبة لبني أمية من جميع أقطار الأندلس من حينئذ وإلى الآن.
وأما الحسنيون فإنه لما قتل يحيى بن علي كما ذكرنا لسبع خلون من المحرم سنة سبع وعشرين، رجع أبو جعفر أحمد بن أبي موسى المعروف بابن بقنة، ونجا: الخادم الصقلبي، وهما مدبرًا دولة الحسينين، فأتيا مالقة وهي دار مملكتهم، فخاطبا أخاه إدريس بن علي، وكان بسبتة، وكان يمتلك معها طنجة، واستدعياه، فأتى إلى مالقة، وبايعاه بالخلافة على أن يجعل حسن بن يحيى المقتول مكانه بسبتة، ولم يبايعا واحدا من ابني يحيى وهما: إدريس، وحسن لصغرهما، فأجابهما إلى ذلك، ونهض نجا مع حسن هذا إلى سبتة وطنجة، وكان حسن أصغر، ابني يحيى، ولكنه كان أشدهما وتلقب إدريس بالمتأيد، فبقي كذلك إلى سنة ثلاثين، أو إحدى وثلاثين، فتحركت فتن.
وحدث للقاضي أبي القاسم محمد بن اسماعيل بن عباد صاحب إشبيلية أمل في التغلب على تلك البلاد، فأخرج ابنه اسماعيل في عسكر مع من أجابه من قبائل البربر، ونهض إلى قرمونة فحاصرها، ثم نهض إلى أشونة وأستجة فأخذهما وكانتا بيد محمد بن عبد الله البرزالي صاحب
1 / 30