وكانت أمه أم ولد اسمها ظبية، ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، وترك من الولد ولي عهده محمدًا لم يعقب، والوليد، ومسلمة؛ وكان سليمان أديبًا شاعرًا أنشدني أبو محمد على بن أحمد قال: أنشدني فتى من ولد اسماعيل بن إسحاق المنادى الشاعر، كان يكتب لأبي جعفر أحمد بن سعيد بن الدب قال: أنشدني أبو جعفر قال: أنشدني أمير المؤمنين سليمان الظافر لنفسه، قال أبو محمد: وأنشدنيها قاسم بن محمد المروانى قال: أنشدنيها وليد بن محمد الكاتب لسليمان الظافر:
عجبًا يهاب الليث حد سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان
وأقارع الأهوال لا متهيبًا ... منها سوى الإعراض والهجران
وتملكت نفسي ثلاث كالدمى ... زهر الوجوه نواعم الأبدان
ككواكب الظلماء لحن لناظر ... من فوق أغصان على كثبان
هذى الهلال وتلك بنت المشترى ... حسنًا وهذى أخت غصن البان
حاكمت فيهن السلو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطان
فأبحن من قلبي الحمى وثنيننى ... في عز ملكى كالأسيرالعاني
لا تعذلوا ملكا تذلل للهوى ... ذل الهوى عز وملك ثانى
ماضر أنى عبدهن صبابة ... وبنو الزمان وهن من عبدانى
إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفًا بهن فلست من مروان
وإذا الكريم أحب أمن إلفه ... خطب القلى وحوادث السلوان
وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى ... عاش الهوى في غبطة وأمان
وهذه الأبيات معارضة للأبيات التي
1 / 21