psychoses
عند شخص واحد مرة واحدة، ومن ثم فالافتراض لا يمكن أن يكون أكثر من افتراض قيم «لا يمكن التحقق منه بأية وسيلة من الوسائل». (7) تطلب منا هذه النظرية أن نعتقد أن جميع حركات الأجسام البشرية - بما فيها تلك الحركات التي تعزى عادة للإرادة - يمكن تفسيرها تفسيرا تاما بالأسباب الفيزيقية. فإذا ما وجدنا أن الإرادة يعقبها بصفة عامة الحركة الرادة، فينبغي ألا نفهم من ذلك أن الإرادة هي سبب الحركة، أما تفسير مثل هذه الواقعة فهو أن عوامل فيزيقية معينة يشملها السبب الإجمالي للحركة الجسمية - لها آثار ذهنية، كما أن لها آثارا فيزيقية سواء بسواء. والحركة الجسمية المشار إليها هنا ما كان لها أن تحدث ما لم تسبقها حالة معينة من الحالات الفيزيائية، وهذه الحالة الفيزيائية لا يمكن أن تحدث دون أن يصاحبها رغبة في هذه الحركة الجسمية، وتبعا لهذه النظرية فإن جميع ألوان الإرادة هي مصاحبات ضرورية لحالات فيزيائية معينة، ومن ثم فإنها لا بد أن تكون محددة تحديدا تاما مثل الحالات الفيزيائية ذاتها.
والمغالطة هنا - كما كشف عنها دكتور برود
C. D. Broad - هي على النحو التالي: «إذا ما وجدنا أن هناك أنواعا معينة من الحركات الجسمية لم يحدث لها قط أن ظهرت دون أن يسبقها إرادات مقابلة مثلما يسبقها حالات فيزيائية معينة، فإننا لا نستطيع أن نعرف أن الإرادات ليست أسبابا مناسبة، أعني أن نفس الحركات الجسمية كان يمكن أن تحدث لو أن ظروفا فيزيائية سابقة كانت هي نفسها، في حين كانت الإرادة غير موجودة. إنه من الممكن أن تكون الإرادة ليست سببا مناسبا للحركات الإرادية، لكن اعتقادنا بأنها كذلك في حالة الأمثلة السلبية هو عمل من أعمال الإيمان الخالص ... وحسب الافتراض ليس ثمة أمثلة سلبية.»
49 (25) (ج) والزعم الثالث للفيلسوف الجبري فيما يتعلق بسيادة السببية هو الاطراد الذي نلاحظه في السلوك البشري. وإنه لمن التهور - حقا - إنكار وجود درجة معينة من الاطراد في السلوك البشري. فالأفعال المنعكسة، والسلوك الغريزي الذي يبرز الجانب النزوعي البدائي للغريزة غير المعدلة، والأفعال المعتادة التي تسير في طريق ممهد مطرق، والتجليات الظاهرة للاشعور - هذه كلها تظهرنا على الاطراد إلى حد معين على أقل تقدير. لكن يكفي جدا أن يكون للإنسان دور معين في سلوكه - مهما يكن صغيرا - دور يجاوز دائرة هذا التحديد، لكي يفسد الحتمية ويبطلها: «99 بالمائة - إن صح التعبير - من حياة الإنسان يمكن أن ترجع إلى الوراثة، والتربية، والبيئة، والتكوين الأصلي، لكن إذا كان هناك واحد في المائة فقط هو الذي يمكن أن يعود إلى أفعال الاختيار اللاحتمية، فإن ذلك يكفي لتبرير مسلمة الحرية
postulate .»
50
إن ما أدافع عنه هو أن الفعل الإرادي الأصيل فعل فريد في نوعه
Unique ، أي إنه لا يعقب مقدمات. وفكرة التغيير التي تتضمنها الإرادة الحقة لا بد أن تطور نفسها لأول مرة، فلأول مرة أفكر في سلسلة الوسائل التي يمكن أن تظهر إلى الوجود التغير المطلوب. ومثل هذا الفعل الإرادي يمكن أن يتكرر وهكذا يصبح فعلا معتادا بالتدريج، وكلما ازدادت عادة الفعل قل كونه إراديا. والاطراد الذي نلاحظه في سلوك الإنسان - بما في ذلك ما يسمى بالأفعال الإرادية - يدل على أن مثل هذا السلوك ليس أصيلا، وهذا في حد ذاته دليل كاف على أنه يفتقر إلى العنصر الأساسي في الإرادة الحقة. (26) ومهما يكن من شيء فإن الاطراد في سلوك الإنسان لا يبرهن على أن السلوك تتحكم فيه تماما العوامل الخارجية على نحو ما يعتقد الجبريون ويريدون منا أن نعتقد في ذلك، وإنما سلوك الإنسان من صنع الإنسان نفسه
self-made ، وهو منسوج في الداخل
Неизвестная страница