92

Джабир ибн Хайян

جابر بن حيان

Жанры

24

صلوات الله عليه؛ فإذا أنا بإنسان قد انتفخ جانبه الأيمن كله، واخضر حتى صار كالسلق - لا بالمثال ولكن بالحقيقة - وإذا قد بدت الزرقة منه في مواضع؛ فسألت عن حاله فقيل لي: أفعى نهشته الساعة فأصابه هذا؛ فسقيته وزن حبتين بشدة في سقيه بماء بارد فقط؛ لأني خفت أن يتلف سريعا، فوالله العظيم لقد رأيت لونه الأخضر والأزرق وقد حالا عما كانا عليه إلى لون بدنه؛ ثم ضمرت تلك النفخة حتى لم يبق منها شيء البتة، وتكلم وقام وانصرف سالما لا علة به ...» (4) الخواص والموازين

دراسة خواص الأشياء - حية كانت أو جامدة - أمر لا مندوحة عنه للعلم كله؛ فمهما تكن طبيعة الجسم المراد تغييره، ومهما تكن طبيعة الجسم المراد الحصول عليه، فلا مناص للعالم من معرفة تحليلية يعرف بها نقطة البدء ونقطة الانتهاء. وإلا لجاء عمله خبطا على غير هدى؛ ولقد أفرد ابن حيان لدراسة الخواص أكثر من كتاب، أهمها كتابه «الخواص الكبير»

25

فيقول جابر في المقالة الأولى من كتاب الخواص الكبير: «إن جملة كتبه التي كتبها في الخواص واحد وسبعون كتابا، منها سبعون كتابا ترسم الخواص، ومنها كتاب واحد يعرف بخواص الخواص، وهو أشرف هذه الكتب.» «والخاصية كلمة شاملة للأسباب التي تعمل الأشياء الوحية السريعة بطباعها؛ وإن فيها نوعا آخر يعمل للأشياء بإبطاء، وإنها قد تنقسم أقساما؛ فمنها ما يكون تعليقا، ومنها ما يكون شربا، ومنها ما يكون نظرا، ومنها ما يكون مسامتة، ومنها ما يكون سماعا، ومنها ما يكون شما، ومنها ما يكون ذوقا، ومنها ما يكون لمسا ...»

26

ويضرب لنا جابر الأمثلة لهذه الأنواع المختلفة، فيقول عن «التعليق» إن العنكبوت إذا علق على صاحب حمى الربع (؟) أبرأه بإبطاء، والذراريح تفعل مثل ذلك؛ فإذا جمعا وعلقا على صاحب الحمى، أبرأه سريعا، وكذلك مما يعمل بالتعليق «البيوت التسعة»

27

التي فيها خمسة عشر من العدد كيف قبلت، فهي نافعة لتيسير الوضع للحبالى، وهذه هي صورة «البيوت التسعة»:

ويضرب مثلا على «المشروب» فيقول: إن السقمونيا يخرج الصفراء، كما يضرب المثل على خواص «النظر»، فيقول: إن الأفعى البلوطي الرأس إذا رأى الزمرد الخالص عمي وسالت عينه لوقتها وحيا سريعا ؛ وأفاع بوادي الخرلخ إذا رأت أنفسها ماتت وإذا رآها الناس ماتوا، وكذلك جميع الحيوان؛ والصناجة - وهي الدابة العظمى - لها عينان كأعظم ما يكون من الخلجان، يكون مقدار كل عين منها ومدار حماليقها نحو فرسخ، فتعمد هذه الأفاعي لتقتلها خاصة، فتوافي هذا الوادي من بلاد دواخل التبت، فترفع أحداقها إلى أدمغتها حتى لا تنظر إليها، فتقصدها هذه الأفاعي لتنهشها، فتقابلها بأعينها وهي صافية فتنظر إلى صورتها فتموت، فتأكلها تلك الدابة؛ ولقد خبرت أن وزن الأفعى منها نحو خمسين ألف رطل.

Неизвестная страница