وجاء ديجول بشعار ذي دوي جديد غريب: إن من حق الجزائريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.
شعار في ذلك الحين، كان غريبا أن يصدر عن رئيس الجمهورية الفرنسية، نفس الجمهورية التي قتلت 45 ألف مواطن جزائري؛ لأن بعضهم تظاهر مظاهرة سلمية يطلب فيها حق تقرير المصير.
مجرد صدور هذا الشعار كان الخطوة الأولى الكبرى في تغيير وجه فرنسا وجلدها.
تلتها خطوات، المفاوضات، أول مرة تقبل فيها فرنسا مفاوضات علنية ومع من؟ مع ممثل جبهة التحرير، أو الخارجين على القانون، الفلاجة.
وحسب الكثيرون أنها مفاوضات لن تؤدي إلى شيء، وأنها كسب وقت، وأنها عبث، وأن الجزائر لا يمكن أن تحصل على الاستقلال بهذه الطريقة.
ولكن - حسب الخطة - خيبت فرنسا أمل هؤلاء جميعا، وإذا بها تعطي الجزائر فعلا حق تقرير المصير. وجاء الاستفتاء، وكان كثيرون أيضا يتوقعون تدخلا وتزويرا وألاعيب كثيرة من فرنسا، ولكن حدث أغرب شيء، لم تتدخل فرنسا مطلقا في الاستفتاء، وجاءت نتيجته أغلبية ساحقة، وأصبح استقلال الجزائر حقيقة واقعة.
وبدا ديجول، ومن ورائه رجالات فرنسا للجزائريين وللعالم أجمع بمظهر الشرفاء أصحاب المبادئ الذين إذا وعدوا وفوا، وإذا قالوا فعلوا، والذين حقا وصدقا سلموا الجزائر للجزائريين بنبل وشرف. هكذا وقف القائد الفرنسي ينزل علم فرنسا ليرتفع علم الجزائر، وتنتهي وظيفة الرجل، وتنهي فرنسا بيدها احتلالها تحت سمع العالم - غير المصدق - وبصره.
وللحقيقة أيضا يجب أن نقول إن هذه الخطوات كلها كانت قد نجحت فعلا في تغيير وجه فرنسا وجلدها أمام الرأي العام الجزائري والعربي والعالمي.
ولكن هذا التغيير هو الجزء الأول من الخطة.
الجزء الثاني؛ أهم جزء
Неизвестная страница