119

وفي هذا الشهر بيع الرطل الخبز المصري بدرهمين فلوسا، يكون قيمة نحو قيراطين من درهم، وحسنت أحوال الناس، وتصرم البأس، وليس للسلطان فيه أثر محمود، ما ضبط أنه تصدق فيه برغيف خبز، ولا رتب شيئا من القمح لفقير، ولا أمر أحدا من الأكابر ببيع شيء من الحبوب ليتسع الناس به، وبلغني: أنه شكي إليه الأمر في أول الغلاء، حين ما بلغ الإردب دينارين، فقال: إذا بلغ أربعة دنانير أعلموني، ثم بلغ ستة دنانير، ولم يرق لأحد، ولا نزل إلى الاستسقاء.

وكان السلطان، قد طلق زوجته خوند بنت السلطان ابن عثمان، وأنزلها من القلعة، فقطع أرزاقها في هذا الشهر، فلم يسمع بأردى من هذه الفعلة، ولا ألأم من مرتكبها؛ فإنها مسلمة، وبنت ملك، وزوجة ملك، ولو لم يكن شيء من ذلك، إلا خوف أن تجبرها الحاجة إلى الفساد، لكان وازعا عن التضييق عليها،

شهر جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وثمانمائة،

زيادة البحر:

يوم الثلاثاء ثانيه، وهو الموافق لسادس عشري بؤنة، من أشهر القبط، بشر بزيادة النيل، وكانت قاعدة المقياس في ذلك اليوم على خمسة أذرع وعشرين إصبعا. وفي يوم الأربعاء ثالثه، وسابع عشري بؤنة، نودي بأن البحر زاد خمسة أصابع، فصار على ستة أذرع وإصبع.

وصول الوالي:

Страница 217