102

وفي يوم السبت سابع عشره اطلب كثير من المماليك الكتابية، أن يخرجوا من الكتاب، وأن يزيد الإستدار جامكيتهم، وطلب الكل، أن ينفق عليهم ذهبا وامتنعوا من أخذ الفضة؛ لأنها كانت قد رخصت جدا، وكثر فيها الزيف، وكان يعطونهم عن الدينار مائتا درهم وخمسة وثمانون درهما، وكان الدينار إذ ذاك يساوي أكثر من ذلك، فبعض الناس يأخذه بثلاثمائة، وبعضهم بثلاثمائة وعشرة، وإذا صرف بالفلوس، فربما صرف بثلاثمائة وعشرين، فخافهم، وخاف أن يتوقف السلطان في ذلك، فأمر الكتاب أن يثبتوا لهم ما أرادوا، وان يصرف عليهم، فأبوا، وقالوا: نخشى غائلة السلطان، فلا نفعل إلا بإذنه، ثم عرضوا ذلك عليه، فاشتد غضبه على المماليك، وأبى أن يجيبهم، فخاف الإستدار على نفسه واختفى ونودي الأمر السلطاني بزيادة سعر الدينار مائتا درهم وخمسة وثمانون درهما، فزادهم ذلك تكالبا على طلب الذهب لمعرفتهم بعزة الذهب، وأن الناس لا يعلمون بمضمون هذا النداء، وكان الدرهم إذ ذاك بأربعة وعشرين درهما فلوسا، وكان على أيام الأشرف بعشرين، فعزت الفضة، فجعل بأربعة وعشرين، فجلبت فكثرت، فعز الذهب، فكان الصواب أن ترد الفضة إلى عشرين، فلا تجلب الفضة بعد ذلك، ويجلب الذهب، أو ينادى على الدينار بأنه بثلاثمائة، والله الموفق.

موت أبي بكر المصارع:

وفي يوم الأحد ثامن عشره، مات أبو بكر المصارع، ناظر مقام الإمام الشافعي والليث وجميع القرافة، كان السلطان أعطاه النظر على ترب القرافة وولي عنه نظر القرافة يوسف شاه معلم البنائين.

Страница 199