قال فيتزورس: «على الأقل ليس هذا هو الوقت المناسب؛ فالأزمة الوشيكة تحتم السعي لإرضاء الجماهير، وليس بوسع الأمير جون أن يأبى تحقيق العدالة لأي شخص يضر بمصالحهم.»
قال دي براسي: «فليمنحهم العدالة إن جرؤ على ذلك، ولكني أعني أنني لن أكشف عن نفسي في الحال. ألا أبدو في هذا الزي في جرأة حراج ممن ينفخون في الأبواق. سيقع اللوم بشأن العنف على الخارجين عن القانون في غابات يوركشاير. إن لي جواسيس أثق بهم يرصدون حركات الساكسونيين، سينامون هذه الليلة في دير القديس ويزهولد، وغدا تجلبهم مسيرتهم إلى براثننا، فننقض عليهم على الفور كالصقور. بعد ذلك بقليل سوف أظهر بشكلي الحقيقي، وألعب دور الفارس الدمث الأخلاق، وأنقذ الجميلة التعيسة المنكوبة، وأقتادها إلى قلعة فرونت دي بوف، ولا أجعل ذويها يرونها حتى تصبح عروسي والسيدة موريس دي براسي.»
قال فيتزورس: «خطة حكيمة ورائعة، وأعتقد أنها ليست خالصة من بنات أفكارك؛ فلتصارحني يا دي براسي، من ساعدك في ابتكارها؟ ومن الذي سيساعدك في تنفيذها؟»
قال دي براسي: «بحق سيدتنا مريم، إذا كان لا بد أن تعرف فإن فارس الهيكل براين دي بوا جيلبرت هو من حاك الخطة، وسيساعدني في الهجوم، وسيمثل تابعوه دور الخارجين عن القانون.»
قال فيتزورس: «أقسم بحق مقدساتي، إنها خطة على قدر حكمتكما معا! وإن حذرك يا دي براسي جلي بوجه خاص في فكرة ترك السيدة في أيدي حليفك النبيل. أعتقد أنك قد تنجح في أن تخطفها من أصدقائها الساكسونيين، ولكن ما يدعو إلى الشك على نحو أكبر هو كيف ستتمكن من إنقاذها بعد ذلك من براثن بوا جيلبرت.»
قال دير براسي: «إنه أحد فرسان الهيكل؛ ولذلك لا يمكنه أن ينافسني في خطتي للزواج من هذه الوريثة.»
قال فيتزورس: «إذن، ما من شيء يمكنني قوله ليبعد هذه الحماقة عن مخيلتك (لأنني أعرف جيدا طبعك العنيد)، ولكن على الأقل قدر الإمكان لا تضع الوقت؛ فلا تسلم نفسك لحماقتك طوال الوقت وتضعها في غير موضعها.»
أجاب دي براسي: «قلت لك إن هذا الأمر لن يستغرق سوى ساعات قليلة، وسأكون في يورك على رأس أتباعي ذوي الجرأة والبسالة، جاهزا لدعم أي خطة جريئة يمكن لسياستك وضعها، ولكنني أسمع صوت رفقائي يتجمعون، وأصوات حوافر الجياد وصهيلها في الساحة الخارجية. وداعا. سأذهب كفارس حقيقي لأظفر بابتسامات الحسناء.»
الفصل الخامس عشر
عندما رأى سيدريك الساكسوني ابنه يسقط فاقدا للوعي في ساحة النزال بآشبي، كان أول شعور انتابه أن يأمر بوضعه في عهدة خدمه ورعايتهم، ولكن الكلمات احتبست في حلقه. لم يستطع أن يحمل نفسه على الاعتراف، في حضور مثل هذا الجمع، بابنه الذي أنكره وحرمه من الميراث. ومع ذلك أمر أوزوالد أن يراقبه، لكن ساقي سيدريك حاول البحث عن سيده الشاب دون جدوى. لقد رأى البقعة الملطخة بالدماء التي كان قد سقط فيها منذ قليل، لكنه لم يعد يراه، وكانت المعلومة الوحيدة التي استطاع أن يجمعها من المشاهدين أن بعض الخدم الذين يرتدون ملابس مهندمة حملوا الفارس بعناية، ووضعوه على محفة تملكها سيدة من بين المشاهدين، ونقلوه على الفور خارج الزحام.
Неизвестная страница