قال اليومن: «إن ما تقدمه لي ليس فرصة عادلة أيها الأمير العظيم، ولكنني سأطيع مشيئتك .»
وضع هدف في الطرف العلوي للطريق الجنوبي الذي يقود إلى ساحة النزال.
تقدم الرماة واحدا تلو الآخر، ورموا سهامهم كما يرميها الرجال من اليومن وبكل شجاعة. ومن السهام العشرة التي أصابت الهدف أصاب الدائرة الداخلية سهمان كان قد رماهما هوبيرت، وهو حارس غابة في خدمة مالفوازان؛ ومن ثم أعلن عن فوزه.
قال الأمير جون بابتسامة ساخرة: «والآن، يا لوكسلي، هل ستحاول مرة أخيرة مع هوبيرت؟»
قال لوكسلي: «بما أنه ليس أمامي من هو أفضل فيسعدني أن أجرب حظي، بشرط أنه عندما أرمي سهمين على علامة هوبيرت التي هناك سيتعين عليه أن يرمي سهما في المكان الذي أقترحه.»
رد الأمير جون: «ذلك عين الإنصاف، ولن يرفض لك هذا. إذا هزمت هذا المدعي يا هوبيرت فسأملأ لك البوق ببنسات فضية.»
رد هوبيرت: «لا يسع المرء أن يفعل سوى قصارى ما بوسعه، ومع ذلك فقد كان جدي راميا ماهرا في هاستنجز، وأنا واثق من أنني لن ألحق العار بذكراه.»
أزيلت لوحة الهدف السابقة، ووضعت واحدة جديدة بالحجم نفسه في مكانها. صوب هوبيرت نحو هدفه بترو شديد مستغرقا الكثير من الوقت في قياس المسافة بعينه، بينما كان يمسك في يده بقوسه الملتوية، واضعا السهم على وتره. أخيرا، خطا خطوة للأمام، ورفع القوس بأقصى استطالة لذراعه اليسرى، حتى أصبح المركز أو المقبض في مستوى قريب من وجهه، ثم سحب خيط القوس إلى أذنه. انطلق السهم مصفرا يخترق الهواء، واستقر في الدائرة الداخلية للوحة الهدف، ولكنه لم يصب المركز بالضبط.
قال خصمه وهو يشد قوسه: «أنت لم تحسب حساب الريح يا هوبيرت، ولو كنت فعلت لكان تصويبك أفضل من ذلك.»
قال لوكسلي ذلك، ودون أن يظهر أدنى اهتمام بالتوقف للنظر مليا إلى هدفه خطا إلى الموضع المحدد، وأطلق سهمه غير عابئ وكأنه لم ينظر حتى إلى العلامات على لوحة الهدف. وكان يتحدث في نفس اللحظة تقريبا التي انطلق فيها السهم من وتر القوس، ومع ذلك فقد استقر سهمه في موضع أقرب ببوصتين من سهم هوبيرت للنقطة البيضاء للمركز.
Неизвестная страница