قال الأمير جون: «أيها السيد الفارس المحروم من الميراث، بما أن ذلك هو اللقب الوحيد الذي يمكننا مخاطبتك به، إن من واجبك الآن، وكذلك تشريفا لك، أن تختار السيدة الجميلة التي، بصفتها ملكة الشرف والحب، ستترأس مهرجان الغد. إنه حق مقصور عليك أنت وحدك أن تمنح هذا التاج لمن تريد؛ وبمنحك إياه للسيدة التي تختارها فإن انتخاب ملكة الغد سيكون رسميا وتاما. ارفع رمحك.»
أطاع الفارس الأمر، ووضع الأمير جون على ذؤابة الرمح إكليلا من الساتان الأخضر حول حافته دائرة من الذهب، وكانت حافته العليا مزدانة برءوس سهام وقلوب موضوعة بالتبادل.
سار الفارس المحروم من الميراث ببطء راكبا جواده، بقدر ما كان في السابق مسرعا على صهوته حول ساحة النزال، وأخيرا توقف أسفل الشرفة التي كانت فيها الليدي روينا.
كان سيدريك الساكسوني، الذي كان مغتبطا للهزيمة التي لحقت بفارس الهيكل، وجاره الشرير فرونت دي بوف، قد مال بنصف جسده العلوي من الشرفة، مرافقا المنتصر في كل جولة، ليس فقط بعينيه، ولكن بكل قلبه وروحه. كانت الليدي روينا قد شاهدت أحداث اليوم بانتباه مماثل، غير أنها لم تفصح عن الاهتمام الشديد ذاته بوضوح.
كان ثمة جمع آخر، يجلس أسفل الرواق الذي يشغله الساكسونيون، قد أظهر القدر نفسه من الاهتمام بما سيسفر عنه اليوم.
قال إيزاك أوف يورك، أثناء الجولة الأولى: «يا أبانا إبراهيم! كم هو عنيف هذا المسيحي في ركوبه لجواده! آه، يا للجواد الأصيل الذي جلب كل هذه المسافة الطويلة من الساحل البربري! إنه لا يوليه رعاية أكثر مما لو كان مهر حمار بري.»
قالت ريبيكا: «إن كان يا أبي يخاطر بنفسه وأطرافه في معركة مميتة كهذه، فلا يمكن أن يتوقع منه أن يعبأ بجواده ودرعه.»
رد إيزاك، غاضبا بعض الشيء: «يا بنيتي! إنك لا تعلمين شيئا عما تتحدثين عنه؛ فعنقه وأطرافه ملك له، أما جواده ودرعه فملك ل ... بحق يعقوب المقدس! ماذا كنت على وشك أن أقول؟! ومع ذلك، فهو شاب صالح. اسمعي يا ريبيكا! اسمعي، إنه على وشك أن يذهب مرة أخرى ليقاتل الفلسطينيين. صلي يا بنيتي، صلي من أجل سلامة الشاب الصالح، والجواد السريع والدرع الثمين.» ثم هتف مرة أخرى قائلا: «يا إله آبائي! لقد انتصر وسقط الفلسطيني أمام رمحه، تماما كما سقط عوج ملك باشان وسيحون ملك الأموريين أمام سيف آبائنا! بالطبع سيأخذ ذهبهم وفضتهم وجيادهم الحربية ودروعهم المصنوعة من النحاس والصلب مكسبا وغنيمة.»
كان اليهودي الوجيه يبدي التوتر نفسه خلال كل جولة كان يجري فيها.
ظل بطل اليوم ساكنا لأكثر من برهة، ثم تدريجيا وبرشاقة أخفض ذؤابة رمحه، ووضع الإكليل الذي كان يحمله عند قدمي الجميلة روينا. نفخ في الأبواق على الفور، بينما أعلن المنادون الليدي روينا ملكة الجمال والحب لليوم التالي، مهددين بالعقوبات المناسبة من لم يطع سلطتها.
Неизвестная страница