قال اليهودي: «سامحني؛ فقد تكلمت دون روية، ولكنك تلفظت بكلمات ليلة أمس وهذا الصباح، كانت كالشرر المتطاير من قدح الصوان، وكشفت عن معدنك. وتحت رداء ذلك الحاج تخبئ زرد فارس ومهمازين من الذهب، وقد ظهروا عندما انحنيت على سريري في الصباح.»
لم يستطع الحاج منع نفسه من الابتسام، وقال: «لو كانت ثيابك قد فتشت بعين فاحصة كعينك يا إيزاك، ترى ماذا كنا سنكتشف؟»
تغير لون اليهودي وسحب أدوات الكتابة على عجل، وبدأ يكتب على قطعة من الورق كان يضعها أعلى قبعته الصفراء، دون أن ينزل من فوق بغلته، وقال: «كفى.» وحين انتهى أعطى اللفيفة للحاج، قائلا: «يعلم جميع الرجال في مدينة ليستر الثري اليهودي كيرجاث جايرام أوف لومباردي؛ أعطه هذه اللفيفة؛ فهو يعرض للبيع ستة أطقم للجياد من ميلان، أسوءها يناسب رأسا متوجا؛ وعشرة جياد أصيلة، يصلح أسوءها لأن يكون مطية لملك. وسيعطيك منها ما تختار، مع كل شيء آخر من شأنه تجهيزك للمباراة. وعندما تنتهي المباراة سترجعها له سالمة، إلا لو كنت تملك ما تسدد به ثمنها لمالكها.»
قال الحاج مبتسما: «ولكن يا إيزاك، ألا تعلم أن، في هذه المباريات، تئول الأسلحة والجواد الذي يقع الفارس من فوق صهوته إلى المنتصر؟ وقد أكون تعيس الحظ وأخسر ما لا يمكنني استبداله أو دفع ثمنه.»
بدا اليهودي مصدوما بعض الشيء من هذا الاحتمال، ولكنه استجمع شجاعته وأجاب بسرعة: «لا، لا، لا، هذا مستحيل، لا أعتقد ذلك. ستحل عليك بركة أبينا، وسيكون رمحك في قوة عصا موسى.»
قال ذلك وهو يدير رأس بغلته، وحينئذ تشبث الحاج، بدوره، بسترته الطويلة، وقال: «كلا، ولكنك يا إيزاك لا تعلم جميع المخاطر؛ فقد يقتل الجواد، وقد ينكسر الدرع لأنني لن أبقي على جواد أو رجل. إلى جانب أن قومك لا يعطون شيئا بلا مقابل، ففي بعض الأحيان يجب دفع شيء ما مقابل استعمال هذه الأشياء.»
لوى اليهودي نفسه على السرج كرجل يشعر بمغص في أحشائه، ولكن مشاعره الطيبة تغلبت على طباعه المألوفة، وقال: «لا يهمني، لا يهمني. دعني أذهب. إذا حدث ضرر فلن يكلفك شيئا. وإن كانت ثمة أموال مقابل الاستعمال فسيتغاضى كيرجاث جايرام عنها من أجل قريبه إيزاك. وداعا!» ثم قال وهو يتلفت حوله: «ولكن أصغ جيدا أيها الشاب الصالح، لا تدفع بنفسك كثيرا في هذه الجلبة الفارغة. لا أتحدث عن تعريض الجواد والدرع للخطر، ولكن لأجل المحافظة على حياتك وسلامتك.»
قال الحاج مبتسما مرة أخرى: «شكرا جزيلا على تحذيرك. لن أتوانى في الاستفادة من عطفك، وسأجازيك عنه، على الرغم من أن ذلك سيكون صعبا علي.»
افترقا، وسلك كل منهما طريقا مختلفا إلى بلدة شيفيلد.
الفصل السادس
Неизвестная страница