قال: «لا تخف شيئا أيها البائس اليهودي ما دمت تتعامل بصدق في هذا الأمر. أطلب منك مرة أخرى أن أعرف منك شأنك مع براين بوا جيلبرت.»
إيزاك أمام السيد الأعظم، بريشة أدولف لالوز.
قال اليهودي متلعثما: «أنا أحمل رسالة، إذا سمحت أيها الباسل الموقر، إلى ذلك الفارس الصالح، من آيمر رئيس دير آبي أوف جورفولكس.»
قال السيد الأعظم: «ألم أقل لك يا كونراد إن هذه أوقات مشئومة؟ رئيس دير مسيحي يبعث برسالة إلى جندي من جنود الهيكل، ولا يجد رسولا أفضل من يهودي كافر. أعطني الرسالة.»
بيدين مرتعشتين، فتح اليهودي طيات قبعته الأرمنية التي كان قد أودع فيها ألواح رئيس الدير إمعانا في التأمين، وكان على وشك الاقتراب، بيده الممتدة وجسده المنحني، لوضعها في متناول يد مستجوبه المتجهم.
فقال السيد الأعظم: «تراجع، أيها الكلب! أنا لا ألمس الكفار، إلا بالسيف. خذ، يا كونراد، الرسالة من اليهودي، وأعطها لي.»
عندما استلم بومانوار الألواح بهذه الطريقة فحصها من الخارج بعناية، ثم شرع في فك الخيط الذي يؤمن طياتها. قرأ الرسالة بعد ذلك على عجل، وأمارات الدهشة والهلع على وجهه، ثم قرأها مرة أخرى بتدقيق وببطء أكبر، ثم أعطاها لكونراد بيد واحدة ضاربا إياها بالأخرى ضربا خفيفا، صائحا: «ها هي أمور طيبة يكتبها مسيحي لمسيحي آخر، وكلاهما عضو، وعضو ليس بالهين، في طائفة دينية! اقرأها بصوت عال يا كونراد.» ثم وجه كلامه لإيزاك قائلا: «وأنت، انتبه إلى المقصود منها؛ لأننا سنسألك عنه.»
قرأ كونراد الرسالة التي كان نصها:
من آيمر، الذي هو، بالنعمة الإلهية، رئيس الرهبانية السيسترسية بدير جورفولكس، إلى السير براين بوا جيلبرت، مع تمنياتي له بموفور الصحة. فيما يخص حالتنا الحالية أيها الأخ العزيز، فنحن أسرى في يد بعض الرجال الزنادقة الخارجين عن القانون، الذين لم يخشوا أن يسجنوا شخصنا ويطلبوا فدية عنا، كما علمنا أيضا أنك هربت بتلك الساحرة اليهودية الحسناء التي سحرتك عيناها السوداوان. إننا مبتهجون من كل قلبنا بسلامتك، ولكننا نرجوك أن تحذر من أمر ساحرة إندور الثانية هذه؛ لأننا متأكدون من مصدر خاص من أن معلمك الأكبر، الذي لا يهتم مثال حبة بالوجنات الوردية والعيون السوداء، آت من نورماندي لينغص عليك بهجتك ويقوم سوء فعلك. ولما كان أبوها اليهودي الثري، إيزاك أوف يورك، قد ترجاني أن أكتب رسالة نيابة عنه، فقد أعطيته هذه الرسالة ناصحا إياك بجد، وبتوسل نوعا ما، أن تسلم الفتاة مقابل فدية.
حررت من وكر اللصوص هذا في حوالي ساعة صلاة الصبح، آيمر، رئيس الرهبانية السيسترسية بدير جورفولكس.
Неизвестная страница