118

قال السيد الأعظم: «كونراد، يا رفيقي العزيز في معاركي وكفاحي، إلى قلبك المخلص وحده أستطيع أن أفضي بأحزاني. يجب علينا أن نرجع أدراجنا ونظهر أننا أبطال الصليب المخلصون، مضحين في سبيل دعوتنا، ليس بدمائنا وأرواحنا فحسب، وليس برغباتنا ورذائلنا فحسب، ولكن براحتنا ودعتنا وبمشاعرنا الطبيعية، وأن نتصرف كرجال مقتنعين بأن كثيرا من المتع التي قد تكون مشروعة للآخرين محظورة على جندي الهيكل الذي نذر نفسه .»

دخل الحديقة وصيف، وانحنى انحناءة عميقة أمام السيد الأعظم، ووقف صامتا في انتظار إذنه قبل أن يتجرأ بالإفصاح عن المهمة التي جاء من أجلها.

قال السيد الأعظم: «أليس من الملائم أكثر أن نرى داميان هذا يرتدي ثياب التواضع المسيحي، ويظهر صامتا هكذا في احترام أمام رئيسه، مما رأيناه عليه منذ يومين، حين كان الأحمق يرتدي سترة مصبوغة، ويتمايل في وقاحة وتكبر كأي ببغاء؟ تكلم يا داميان، إننا نأذن لك. ما المهمة التي جئت من أجلها؟»

قال الوصيف: «أيها الأب النبيل الموقر، إن يهوديا يقف خارج البوابة، وهو يرجو الحديث مع الأخ براين بوا جيلبرت.»

قال السيد الأعظم: «أحسنت صنعا أن أعلمتني بالأمر.» ثم استدار إلى رفيقه قائلا: «إنه مما يهمنا كثيرا أن نعرف ما يقدم عليه هذا المدعو بوا جيلبرت.»

قال كونراد: «يقال عنه إنه شجاع وباسل.»

قال السيد الأعظم: «وما يقال عنه صحيح، ولكن الأخ براين أتى إلى طائفتنا رجلا مكتئبا وخائب الرجاء. ومنذ ذلك الحين، أصبح دءوبا على إثارة الفتن، ومتذمرا، ودساسا، ومتزعما لأولئك الذين يطعنون في سلطتنا.» ثم استطرد قائلا: «أدخل اليهودي إلى حضرتنا يا داميان.»

غادر الوصيف بإجلال عميق، ورجع في غضون بضع دقائق يقود إيزاك أوف يورك. وعندما أصبح على مسافة ثلاث ياردات، أشار بومانوار بعصاه أنه لا ينبغي أن يقترب أكثر من ذلك. سجد اليهودي على الأرض، وقبلها إجلالا، ثم نهض ووقف أمام فارسي الهيكل ويداه مضمومتان إلى صدره وقد حنى رأسه.

قال السيد الأعظم: «انصرف، يا داميان، ودع أحد الحراس متأهبا في انتظار أي نداء مفاجئ منا، ولا تسمح لأحد بدخول الحديقة حتى نغادرها.» انحنى الوصيف وغادر. واصل العجوز المتغطرس كلامه قائلا: «أيها اليهودي، استمع إلي جيدا. أوجز في إجاباتك عن الأسئلة التي سأطرحها عليك، واجعل كلماتك صادقة؛ لأنه إن نطق لسانك كذبا فسأقتلعه من بين فكيك الكافرين. صمتا أيها الكافر! لا تتحدث بكلمة في حضورنا إلا ردا على أسئلتنا. ما شأنك مع أخينا براين بوا جيلبرت؟»

لهث إيزاك في رعب وحيرة، ورأى بومانوار جزعه الشديد، فتفضل بأن يعطيه بعض الثقة.

Неизвестная страница