Подарок сыновьям века с историей царей Египта
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Жанры
وبعد تفرق بني حام في الأرض تناسلوا، وكثرت ذريتهم في وقت يسير، وكان أول من قام بتدبير مملكة آشور هو «آشور»، فبنى لهم مدينة عظيمة على شاطئ نهر الدجلة، وجعلها قاعدة البلاد، وفي هذا الوقت بنى كاليدوس مدينة «كالدة»، التي هي محلها الآن كربلا، وجعلها قاعدة بلاده، وبنى نمرود أسوار مدينة بابل على شاطئ الفرات، ثم أخذت هذه الأمم في الارتباط والاتحاد؛ واجتمعوا مملكة واحدة تحت إدارة ملك واحد.
وأما ديانة الربانيين والبابليين وغيرهم فكانت أولاد نوح عليه السلام بعد الطوفان قد ضلت عن الحق وعبدت الكواكب ثم عبدت الأصنام، واعتقدوا في الأصنام اعتقادات تامة، فكانوا يعبدون صنم بعل مروداخ أو بعلوس «الشمس»، وكانوا أيضا يعتقدون الألوهية في بعض الأشخاص والطيور، ويبنون لها الأبنية العظيمة والهياكل، كما كانت تفعل الفراعنة المصرية، وكذلك عبدوا الملكة سمراميس، وقالوا إنها بعد موتها تحولت إلى حمامة، وبعد أن كانت بابل وآشور متفرقة تحت رؤساء جعلوا بلادهم سلطنة واحدة، فكانت هي أقدم ممالك الأرض بعد مصر، وجدوا في الفنون والصنائع، والكهنة هم أول من تكلم في علم الفلك، وقسموا الحركة الشمسية إلى بروج، وعرفوا كيفية سير الكواكب وحركاتها وانتقالها، وعرفوا المزاول، ووضعوا أحرف الكتابة التي أخذها الميديون منهم، وسموها بالكتابة المقدسة، ومن الميديين تعلم أهل فارس، وتمهروا في علم الفلك، وأتقنوه للغاية. وكانوا يكتبون أسماء الأدوية المفيدة في ألواح، ويعلقونها في هيكل إله الطب. (1-2) في الكلام على ملوك بابل وآشور
ذكر الملك نينوس
وهو أول من انفرد بالحكم في دولة آشور، وكان بطلا حارب البلاد، واستولى على بلاد ميد وأذربيجان والعراق العجمي والعراق العربي وبلاد بابل وسوريا. وبنى مدينة «نينوى» على نهر الدجلة، وجعل تلك البلاد جميعها مملكة واحدة سلطانية وذلك سنة 2000 قبل المسيح، وأقام مسلات ومعابد كثيرة، وعمل التماثيل في «نينوى»، وامتد حكمه من سواحل بحر الهند إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط (أو بحر الروم).
ذكر الملكة سمراميس
وهي في الأصل من نساء بعض أمراء العساكر، وكانت ذات قوة عظيمة، فلما كان «نينوس» مجدا في الفتوحات والغزوات رآها في بعض الوقائع، وهي تحارب محاربة الشجعان، فأعجبه فراستها، فأخذها من زوجها وتزوج بها، وسلم إليها في الأمور، فلما مات نينوس انفردت بعده بالملك، وجدت في تشييد المدن وأسوار مدينة بابل الذي كان يمر من وسطها نهر الفرات، وجعلت في وسطها البساتين والهياكل، وبنت هيكلا عظيما ليكون معبدا للصنم بعل أو بعلوس، وأقامت له تمثالا من الذهب. وبنت في وسط المدينة برجا ارتفاعه ستمائة قدم، وفوقه سبعة أبراج ارتفاع كل واحد منها 75 قدما، وجعلت في أعلى برج منها معبدا فيه مائدة من الذهب ، وفي أسفل برج معبدا فيه صنم من الذهب، وبقربه مائدة وكرسيا من ذهب، وخارجه مذبحين من ذهب لتقديم القربان، ومن بعد ذلك قامت للغزو والفتوحات ولم تقنع بهذه المملكة المتسعة، بل أرادت أنها تستولي على جميع أراضي الدنيا، فغزت بلاد فلسطين وسواحل مصر والحبش، ثم عادت لمحاربة الهندستان، وكان ملك الهند في ذلك الوقت مجهزا جيوشه وحصن قلاعه بالعساكر، وكانوا يحاربون على الأفيال، فلما وصلت الملكة سمراميس إلى الهند أمرت بسلخ البقر ذوات الجلود الحمر، فسلخوها وألبسوها للجمال بعد ما فصلوا الجلود على هيئة الأفيال، ولما التقى الجيشان هجم الهنود بالأفيال، وقابلتهم سمراميس برجالها، فانكشفت حيلة الآشوريين، فشددوا عليهم الهنود، فانهزموا وانهزمت سمراميس، وعادت إلى مدينة بابل مهزومة وتركت الحرب حتى قتلها ابنها نيلاس.
ذكر الملك نيلاس
تولى الملك بعد قتل والدته، وذلك سنة 350 من التاريخ الطوفاني، وكان ظالما لقومه، ضعيف الهمة، يحب الكسل، وترك الأحكام بلذات نفسه، وكان السريانيون قد تعودوا على الغزو والشجاعة، فلما رأوا حال ملكهم أضمروا على أذيته، فمن خوفه على نفسه وضع على محله خفرا وحفظة خوفا من الغدر والخيانة، ومكث على ذلك حتى مات، وبعد موته تعدت الأمراء على كرسي المملكة، وصاروا يحكمون واحدا بعد واحد مدة 800 سنة، ولكن لم تكتسب المملكة منهم في هذه المدة الطويلة غير الانحطاط والضعف؛ لسوء تدبيرهم، ولم يكن لهم ما يذكرون به في الآثار، ومضت مدتهم بدون منفعة، واستقلت البلاد التي كان فتحها الملك نينوس وسمراميس مثل سوريا والشام وفلسطين، ولم يبق تابع لآشور سوى بلاد بابل وبلاد ميد، ومن بعد هذه المدة الطويلة تولى السلطنة الملك سردنفول أو سردنبال الآتي ذكره.
ذكر الملك سردنبال من 800-789ق.م
تولى ملك آشور وبابل، وكان شابا جميل الصورة، ولما حكم ترك الأمور وانتبه إلى لذات نفسه، وكان يمضي أوقاته بالسكر ومجالسة النساء، حتى إنه كان يتخلق بأخلاقهن، وكان يتزين بلبسهن، فكرهته الرعية، فقام سر عسكر الميديين المدعو أرباس وسر عسكر بابل المدعو بيليزيس، واتفقا على خلعه من السلطنة، وجمعا 40500 فارس وهجما بهم على آشور وحاصرا سردنبال، فلما يئس من الحياة جمع أمواله ونساءه وخدمه في قاعة من قاعات سرايته، وأشعل فيها النار، واحترقت الدار بما فيها، وحرق نفسه ومن معه. واستقل أرباس بحكم ميد وبيليزيس بحكم بابل، وذلك سنة 789ق.م، وزالت الدولة الآشورية الأولى. (1-3) الدولة البابلية الأولى وذكر فول من 787-747ق.م
Неизвестная страница