Иттаз аль-хунафа би-ахбар аль-аиммат аль-Фатимиин аль-хулафа

аль-Макризи d. 845 AH
88

Иттаз аль-хунафа би-ахбар аль-аиммат аль-Фатимиин аль-хулафа

إتعاظ الحنفا بأخبار الأإمة الفاطميين الخلفا

Издатель

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Номер издания

الأولى

Место издания

لجنة إحياء التراث الإسلامي

أهل جربة إلى الطاعة فأجابوه، وأخذ منهم رجالا وعاد، وكانت سفرته شهرا. وعهد إلى ابنه معد وجعله ولى عهده. فلما كان شهر رمضان سنة إحدى وأربعين خرج متنزها إلى مدينة جلولاء وهو موضع كثير الثمار، وفيه من الأترج ما لا يحمل الجمل منه غير أربع أترجات لعظمه فحمل منه إلى قصره، وكانت له حظية يحبها، فلما رأت الأترج استحسنته، وأحبت أن تراه في أغصانه، فأجابها إلى ذلك، ورحل بها في خاصته، وأقام بها أياما ثم عاد إلى المنصورية، فأصابه في الطريق ريح شديد، وبرد ومطر أقام أياما، وكثر الثلج، فمات جماعة ممن معه. واعتل المنصور علة شديدة، ووصل المنصورية، فأراد عبور الحمام فنهاه طبيبه إسحاق ابن سليمان الإسرائيلي عن ذلك، فلم يقبل، ودخل الحمام ففنيت الحرارة الغريزية منه، ولازمه السهر، فأخذ طبيبه يعالج المرض دون السهر، فاشتد ذلك على المنصور وقال لبعض خواصه: أما في القيروان طبيب غير إسحاق؟ فأحضر إليه شاب من الأطباء يقال له: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد بن الجزار، فجمع له أشياءً مخدرة، وكلفه شمها، فنام، وخرج وهو مسرور بما فعله، فجاء إسحاق ليدخل على المنصور، فقيل له إنه نائم، فقال: إن كان صنع له شيء ينام منه فقد مات، فدخلوا عليه فإذا هو ميت، فدفن في قصره. وأرادوا قتل ابن الجزار الذي صنع له المنوم، فقام معه إسحاق، وقال:

1 / 90