Идхаб аль-хузн ва-шафа аль-садр ас-сакім
إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
Издатель
دار الإيمان
Номер издания
-
Место издания
القاهرة
Жанры
وأما في الاخرة فحتى يشهدوا له عند الله ﷻ.
من أجل ذلك بين لهم ﷺ غير ما تقدم- أن الله ﷿ أوجب عليه البلاغ لكل ما أوحى إليه من ربه ﷿، وإن لم يفعل فما قام بوظيفته التي أرسل من أجلها، كما قال ﷾: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (المائدة: ٦٧)، كما قال الزهري في فقه هذه الاية:
«من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم» «١»، ... فكل شيء سكت عنه ﷺ فهو مما لم يؤمر بتبليغه- إن كان ثم شيء يبلّغ-، وقد علم الصحابة ﵃ بأنه لو كان ثم شيء يستحق البلاغ لأمر بتبليغه فعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: صلّى رسول الله ﷺ قال إبراهيم: زاد أو نقص- فلمّا سلّم قيل له: يا رسول الله! أحدث في الصّلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا:
صلّيت كذا وكذا. قال: فثنى رجليه، واستقبل القبلة، فسجد سجدتين ثمّ سلّم، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال: «إنّه لو حدث في الصّلاة شيء أنبأتكم به» «٢» .
استشهاده ﷺ الخلق على قيامه بالبلاغ: وقد شهّد أمته على إبلاغه الرسالة، واستنطقهم بذلك في أعظم المجامع، كما في خطبته في حجة الوداع، فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال في خطبة حجة الوداع: «أيها الناس! إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت. فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول: اللهم اشهد» «٣» .
_________
(١) صحيح البخاري (٦/ ٢٧٣٨) .
(٢) البخاري (١/ ١٥٦)، مسلم (١/ ٤٠٠)، مرجعان سابقان.
(٣) وورد مثل ذلك عن أبي بكرة عند البخاري (١/ ٥٢)، ومسلم (٣/ ١٣٠٥)، وعن ابن عباس عند البخاري (٢/ ٦١٩)، وقد جاء مثل ذلك أيضا عن عدد من الصحابة في أكثر من موطن.. انظر: الأصل.
1 / 18