250

Доказательство пророчества Пророка

إثبات نبوة النبي

Жанры

فتأمل - رحمك الله - هذه الخلال التي خصه الله بها ، وأبانه بفضائلها دون الناس كافة ، فنبه (¬1) ذلك على أنه صلى الله عليه وعلى آله مراد لأمر جسيم ، وخطر (¬2) عظيم ، كما قال الله عز وجل: { وإنك لعلى خلق عظيم (4) } [القلم] ، وقال: { الله أعلم حيث يجعل رسالته } [الأنعام: 124] .

ومن ذلك ما اشتهر وعرف من أحواله صلى الله عليه وعلى آله ، أنه لم يكن في مولده ومنشأه وخروجه إلى ناحية الشام - حين خرج - يخالط أهل الكتاب ، ولا يشتغل بمدارستهم ومجالستهم ومجاراتهم .

وأن قومه الذين كان نشوؤه معهم ، وبين أظهرهم ، لم يكونوا يتعاطون شيئا من علوم أهل الكتاب ، بل لم يكونوا يعرفون شيئا منه ، فهو صلى الله عليه وعلى آله لم يفارق قومه في مقامه ولا ظعنه ، ولا شيء من أحواله .

ثم إنه صلى الله عليه وآله أتى بالأقاصيص التي كانت في كتبهم ، من قصة إبليس مع آدم صلى الله عليه ، وسائر أقاصيص آدم ومن بعده إلى قصة المسيح صلى الله عليه ، وسردها وتلاها على ما في كتبهم ، ولم ينكر أهل الكتاب إلا يسيرا .

فكيف يجوز أن يكون عرف تلك إلا من جهة علام الغيوب ؟

Страница 306