============================================================
كتاب اثبات النبومات مرتبة من هو في المرتبة العليا، كاللواحق يدركون مرتبة الاتماء ، والمم يدرك الأساسية الناطقية كما اخبر العزيز العليم عن بلوغ محمد صلى الله عليه وآله مرتبة الناطقية من حد الامامية قوله: { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى التمسجيد الأقنصى الذي باركثنا حوله لينريه، مين آياتينا انه. هو الستميع البصيرك عنى به : ان التالي لما اراد ان يظهر سبحانية المبدع عن صفات المخلوقين بين عباده في العالم الجسماني، بإفادة السابق اياه، اسرى بمحمد صلى الله عليه وآله من حد الامامة اسراء الى حد الناطقية اعلانا ليطلع على الاعيان الروحانية المدخرة له ولأمته خفيا ، فيعبر بلسان قومه سبحانيته جهرا .
غير ان الفرق بين الما والحس ، وبين النطق والقدس : هو ان الما والحس لا يدرك واحد منهما مرتبة غيره بالاستفادة بل بالاستحالة، لان النفس لها طرفان : طرف منهما عند الطبيعة ، وطرف منهما عند العقل ، والطرف الذي عند العقل: هو للاستفادة ، والطرف الذي عند الطبيعة للافادة لتنبعث من الطبيعة الصور الي يمكنها قبول فوائد العقل ، فالما والحس عند قونهما هما اللتان افادتهما الطبيعة، النطق والقدس من قوتهما هما اللتان استفادتهما(2 من العقل ، فليس في السابق استحالة ، الا الافادة فقط . وجب ان يكون بلوغ النطق والقدس الى مرتبة غيرهما بالاستفادة لا بالاستحالة ، والعالم الطبيعي عالم الاستحالة ، وجب ان يكون بلوغ النما والحي ، الى مرتبة غيرهما من جهة الاستحالة ، لا من جهة الإفادة : وكآن النفس لما انبعثت من العقل رأت ان بلوغها الى حد الأول بالقوتين اللتين ذكرناهما ، وهما النطق والقدس ، احداهما الحركة شوقها وهي النطق ، والاخرى السكون نيلها الفوائد العقلية وهي القدس ، وامتنع ظهورهما الا بالانبجاس الطبيعية منها ، فانبجست الطبيعة منها بأثرين : احدهما الحركة وهي الهيولى ، والاخرى السكون وهي الصورة . وعلمت النفس ان ظهور الصور القابلة للنطق والقدس لا يكون الا بقوتين مشبهتين وهما الما والحس ، فالحس للحركة ، والما للسكون . فوهبتهما الطبيعة ، فكان ابتداء الطبيعيات بالقوة الساكنة ، وهي الما وانتهاءها الى القوة المتحركة ، وهي الحس وابتداء الروحانيات بالقوة المتحركة ، وهي النطق وانتهاءها (1) سقطت في تستةم (2) وردت في نسخة م استقادتها.
Страница 66