============================================================
كتاب اثبات التبوءات الفصل التاسع من المقالة الاولى : " في ان افضل البشر هم الرسل" السخير تسخيران : تسخير طبيعي ، وتسخير ارادي . اما الطبيعي فكتسخير بعض الانواع لبعض ، ولا يكون ذلك الأ بوجود الفضل في المسخر ، وعدم ذلك الفضل في المسخر له : كتسخير انواع النبات لانواع المعادن لوجود الما فيه ، وكتسخير انواع الحيوان ، لأنواع النبات ، لوجود الحس فيه ، وكتسخير نوع الانسان ، لأنواع الحيوان ، وأنواع النبات لوجود التطق فيه . وهذه جميعا تسخيرات طبيعية ، واما التسخير الارادي ، فكتسخير شخص واحد من نوع واحد جميع اشخاص ذلك النوع ، كتسخير الرسول عددا كثيرا من اشخاص الانسانية لوجود القدس فيه ، وانما قلنا ان هذا التسخير ارادي ، وذلك طبيعي : لان التسخيرات انما ثبتت بثبات المسخر ، وبطلت(1 ببطلان المسخر . والتسخير لا يبطل بغيبة المسخر ، بل يزيد بثباته بعد غيبته ، فعلم انه ارادي. لا طبيعي ، والذي له التسخير الارادي هو افضل من الذي له التسخير الطبيعي ، وايضا فأن فضل السائس انما هو على مقدار افضل المسوس ، فكلما كان المسوس افضل . كان السائس له افضل.
وقد أوضحنا في الفصل الذي قبل هذا الفصل . فضل البشر على سائر مواليد العالم ، ولم نجد احدا دبر سياسة البشر سياسة عامة10 غير الرسل ، فعلم انهم افضل الخلائق في هذا العالم الجسماني ، وان شككت في هذا فانظر الى فضل سياساتهم على سياسة الملوك . فان سياساتهم لا تشيه سياسة الملوك لان سياسة الملوك ليست على حالة واحدة ، ونظم واحد . بل لهم في كل طبقة من الناس سياسة ورسم لا تشبه سياسة الطبقة الاخرى ، واما سياسة الرسل فانها سياسة واحدة : ورسم واحد لجميع الناس سواء الوضيع والشريف فيها . فان قال قائل : وما في هذا من الشرف على سياسة الملوك ، بل سياسة الملوك اشرف من سياسة الرسل: لاختلاف سياسة الملوك لطبقات الناس على سائر مراتبهم . وعمومية سياسة الرسل لجميع الناس عموما واحدا قلنا له : انما اختلفت سياسة الملوك لنقصان تدابيرهم (1) في نسخة م وردت وتبطل.
(2) في تستة م وردت عامية.
Страница 60