============================================================
ككاب اثبات النبروات سلب المالك التي قوتها في الظاهر اضعاف قوة اصحاب الملة حتى اذا امعنت النظر جدت العالم باسره جاريا تحت احكام الرسل ومبسوطا بسياساتهم وذلك انك لا تجد صفا في العالم الا وأهله متعلقون بحبل احد الرمل متوسمون برسمهم راغبون في ثواب واعيدهم راهبن1 من عقاب وعدما) فربالاتهم غالبه عليهم اناء ليلهم فنارهم و جد من دون الناس مربوطين بتلك الغلبة وذلك ان العالم اما معادن وامتا نبات واما حيوان واما انسان والناس على ما وصفناهم من تعلقهم بحبل الرسل وجارون حت حكمهم من غلبة الرسالة التي نالوها ، واما الحيوان فان الغلبة لم تهملهم بل أحاطت بهم وذلك مثل القرابين التي أوجبوها على بعض الحيوان في بعض الاوقات ومثل إباحة قتل المؤذيات من الحيوان مثل الحية والعقرب والكلب العقور(1 وما اشبهها ، ومثل ايجاب الزكاة على بعضها ، ومثل اشراكهم بعضا في الغزو والجهاد اذ جعلوا للفارس سهمين وللراجل سهما ، وكذلك أوجبوا على النبات الزكاة وسنوا التطيب ببعضه والتدخن ببعضه ، وكذلك المعادن قد استعملوها في تعليق الجوامر ي المساجد والبيع والكنائس وما اشبهها ما وصفناه ، وأوجبوا الزكاة على بعضها أي غلبة اظهر من الرسل اذ لم تدع شيئا الا وقد أحكمته وأظهرته والفرق بين غلبة الملك وبين غلبة الدين معلومة ، لان غلبة الملك بالدول وغلبة الدين بنقض الاديان والملك التي تقدمته ، فإذا النبوءة ثابتة من جهة الغلبة .
الفصل الحادي عشر من المقالة الرابعة: " في اثبات النهوءة من جهة السعادات* ان السعادة تنقسم الى قسمين : قسم منها للدنيا وقسم منها للآخرة ، والسعادة الدنياوية مثل صححة البدن وكثرة المال والأولاد وإصابة الرئاسات ، واما السعادة الي لآخرة والخلاص من العقاب والوصول الى الثواب فوجدنا جملة انواع السعادات مربوطة بالرسل وغير متوهم لها البقاء الا بهم وذلك ان البدن انما عصم دمه من اجل قبول الدين ثم دامت له الصحة بأنواع من تداوي الرسل منها ما لم ينله من جه وجوب الصوم، لان الصوم اشرف الاستفراغات الي ينتفع بها البدن ويكتسب الصحة (1) في نسخة س وردت راغيون.
(2) في نسخة س وردت المعقور .
Страница 162