221

Исарат таргиб

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Жанры

وينبغى أن يطلب للطريق رفيقا صالحا عاقلا ورعا قد سافر قبل ذلك؛ لقوله (عليه السلام): «الرفيق ثم الطريق» (1) ولأنه إذا كان له رفيق بهذه الصفة يكون أقرب إلى محافظة آداب السفر على وجه السنة، ويكون معينا له على الطاعة والعبادة، ورادعا له عن المنكر والمعصية؛ فإنه إن نسى خيرا ذكره، وإذا ذكر أعانه، وإذا ضاق صدره صبره، وإذا جبن شجعه؛ لقوله (عليه السلام): «إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له رفيقا صالحا، إن نسى ذكره وإذا ذكر أعانه ...» الحديث.

وأن يكون رفيقه حسن الخلق، ومن حسن خلقه: كف الأذى عن الناس واحتماله وإهماله والتجاوز عنه.

ولا يمشى منفردا فى الطريق إلا مع الرفقة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب» (2).

وفى رواية أخرى: «الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب» (3).

فإذا وصل إلى ميقات طريقه وقت الإحرام، أحرم وتفكر وتأمل أن الله سبحانه وتعالى لما جعل البيت الحرام قياما للناس، وألبسه لباس إضافته إليه، وخصه بوجوب حجه وتعظيم شعائره؛ جعله على مثال حضرة الملك العظيم التى لا يدخلها قاصدها إلا متلبسا بالتواضع والخضوع، والافتقار والخشوع، والذلة، والعادة فى حضرة الملك العظيم أن يكون لها أوقات معلومة؛ لحضور أرباب المطالب وإفاضة النعم العامة، فلا تقصد لذلك إلا فيها، وأن يكون لها مواضع معروفة لا يتعداها قاصد الحضرة إلا على هيئة التواضع تعظيما لصاحب الحضرة؛ فكذلك هذا البيت المكرم والحرم المعظم؛ لما كان حجه مجمعا عاما جعل له ميقات زمانى لا يقصد إلا فيه، وميقات مكانى لا يتعداه قاصده إلا على هيئة الخضوع على الوجه المشروع؛ وهو الإحرام بواجباته ومحظوراته.

ولو أحرم قبل ميقاته المكانى لكان أفضل عندنا؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من أحرم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بحج أو عمرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما

Страница 248