Приоритет правды над созданными в рассмотрении различий

Ибн аль-Вазир d. 840 AH
50

Приоритет правды над созданными в рассмотрении различий

إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٩٨٧م

Место издания

بيروت

وَإِنَّمَا ذكرت هَذِه الْآيَات لِأَن بعض النَّاس ذكر أَنه لَيْسَ فِي هَذَا نَص شَرْعِي وَإِنَّمَا يدل عَلَيْهِ الْعقل والعمومات لَا النُّصُوص وَقد روى الْحَاكِم فِي هَذَا الْمَعْنى حَدِيثا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى جَمِيعًا مِنْهُ تَكْمِيل ثمَّ يعتضد هَذَا بِمَا يُنَاسِبه من كرامات الصَّالِحين وعقوبات الظَّالِمين الْمَذْكُورَة فِي كتاب الله تَعَالَى والمتواترة والمشاهدة ثمَّ مَا وَقع من تكَرر نصر الله تَعَالَى للحق والمحقين وَإِنَّهُم وان ابتلوا فالعاقبة لَهُم على مَا دلّ عَلَيْهِ قَوْله ﷿ ﴿وَلَقَد سبقت كلمتنا لعبادنا الْمُرْسلين إِنَّهُم لَهُم المنصورون وَإِن جندنا لَهُم الغالبون﴾ وَكَذَلِكَ قَول الله تَعَالَى ﴿وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ﴾ وَقَوله ﴿إِنَّا لننصر رسلنَا وَالَّذين آمنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يقوم الأشهاد﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿كتب الله لأغلبن أَنا ورسلي﴾ وَقد جود الزَّمَخْشَرِيّ هَذَا الْمَعْنى فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ﴿سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أنفسهم حَتَّى يتَبَيَّن لَهُم أَنه الْحق﴾ وفسرها بِمَا كَانَ من فتوح الاسلام الخارقة فِي الْآفَاق وفسرها بِبِلَاد الْعَجم وَفِي أنفسهم وفسرها بِبِلَاد الْعَرَب وَفِي ذَلِك حَدِيث ابْن عَبَّاس الطَّوِيل وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاء تبتلى ثمَّ تكون لَهُم الْعَاقِبَة رَوَاهُ البُخَارِيّ وَيشْهد لصِحَّته الاستقراء من التواريخ وَقَوله تَعَالَى ﴿وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين﴾ وَفِي الشُّعَرَاء تَنْبِيه على ذَلِك فِي آيَات كَثِيرَة يعقبها بقوله تَعَالَى ﴿إِن فِي ذَلِك لآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز الرَّحِيم﴾

1 / 58