العقاب "إلى وكره فوجد الترس الحديد" فنفخه برجله ليزيحه أو ليقطعه فلم يقدر عليه، فحلق في السماء ولبث يومه وليله ثم أقبل ومعه قطعة من السامور فتفرقت عليه الشياطين حتى أخذوها منه وأتوا بها إلى سليمان ﵇ فكان يقطع بها "الصخرة العظيمة".
وقال وهب: لما أراد سليمان ﵇ أن يبني بيت المقدس قال للشياطين: إن اللَّه ﵎ أمرني أن أبني بيتا لا يقطع فيه حجر بحديدة. فقالوا: لا يقدر على هذا إلا شيطان في بحر له مشربة يردها. قال: فانطلقوا إلى مشربته، فأخرجوا ماءها، واجعلوا مكانه خمرا ففعلوا "فجاء ذلك الشيطان يشرب". فوجد ريحا فقال: شرا. ولم يشرب، فلما اشتد ظمؤه جاء وشرب فأخذ فبينما هم في الطريق إذا هم برجل يبيع الفوم بالبصل، فضحك "ثم مر بامرأة تكهن بقوم فضحك" فلما انتهي به إلى سليمان ﵇ أخبر بضحكه فسأله فقال: مررت برجل يبيع الدواء ومررت "بامرأة" تكهن وتحتها كنز لا تعلم به. قال: فذكر له شأن البناء فأمر أن يؤتى بقدر من نحاس لا تعملها النفس، فأتي بها فقال: اجعلوها على أفراخ النسور، ففعلوا ذلك فأقبلت النسور إلى أفراخها فلم تصل إليها فارتفعت وعلت في جو السماء ثم نزلت فأقبلت بعود في منقارها فوضعته على القدر، فانشق فعمدوا إلى ذلك العود فأخذوه وجعلوا يقطعون به الحجارة.
قال: وكان عدد من عمل معه في بناء بيت المقدس ثلاثين ألف رجل؛ عشرة
آلاف منهم عليهم قطع الخشب وكان الذين يعملون في الحجارة سبعين ألف رجل، وعدد الأمناء عليهم ثلاثمائة غير المسخرين
1 / 119