المبحث الثالث مكانته العلمية وذكر أشهر مؤلفاته المطبوعة
تمهيد:
احتلَّ الحافظُ شمسُ الدِّين السَّخاويُّ مكانةً علميةً مرموقةً، فهو بحقٍّ من أكابر العلماء وجهابذتهم، وقد نال تلك المنزلة بجدِّه واجتهاده، وتحصيله في طلب العلم، وتأليفه المصنَّفات النافعة التي سارت بها الرُّكبَان، وقبل ذلك وبعده توفيق الله ﷿ وعنايته به.
وقد أجمع علماء عصره ومن جاء بعدهم على وصفه بـ: "الإمام، العالم، العلَّامة، المحدِّث، حافظ الوقت، أحفظ أهل زمانه في المنقول والمعقول" بل وصفه جماعة من العلماء بـ (شيخ الإسلام)، كما سيأتي.
ولقد كان للمؤلف عند علماء عصره حظوة عظيمة، وإجلال وإكبار منقطع النظير، فإنهم أثنوا عليه، شيوخًا وأقرانًا وتلامذةً، حتى صرَّح بعض أعيان العلماء في زمنه، أنه ليس بعد الحافظ ابن حجر أحد مثله، لاجتماعه به، واقتباسه من فوائده، واستمتاعه بفرائده (^١).
وقد أفرد من أثنى عليه نثرًا وشعرًا في تصنيف سمَّاه: "من أثنى عليه من العلماء والأقران" (^٢). وسأسوق بمشيئة الله تعالى طائفة مختصرة من ثناء العلماء عليه، مما يُظهر عظيم المكانة التي تسنَّمها المؤلف بين علماء عصره.
_________
(^١) قال ذلك البرهان الباعوني، شيخ أهل الأدب. انظر ترجمته في: "الضوء اللامع" (١/ ٢٦).
(^٢) "الضوء اللامع" (٨/ ١٧).
1 / 62