وغيرهنَّ كثير، ويكفي مطالعة تراجم النِّساء من "الضوء اللامع" لتقف على عشرات الأسماء من المُسْندات والمحدِّثات ممن سمع عليهنَّ المؤلف، وعلماء عصره.
* * *
ثانيًا: تلاميذه والآخذون عنه:
لقد تصدَّر الحافظ السَّخَاويُّ للإِقراء والتدريس دهرًا طويلًا، في القاهرة، وفي الحرمين الشَّريفين، فقد أقرأ "الكتب الستة" عدة مرات، وجملةً من "المسانيد"، وأكثر كتب شيخه الحافظ ابن حجر، وسائر كتبه ومصنَّفاته (^١)، وكثرت ملازمة الناس له في منزله للقراءة عليه درايةً وروايةً ... كذلك تلك المجالس العامرة لإملاء الحديث الشَّريف التي أعاد بها سنَّة شيخه الحافظ ابن حجر، والعلماء السَّابقين.
ولذا كثر طلابه والآخذون عنه بحيث لا يحصون كثرةً، وقد أفردهم بالتصنيف (^٢) ... بل كان من طلابه من تصدَّر فيما بعد للإقراء والتدريس والتأليف، حتى صاروا من أكابر العلماء والمحدِّثين في المائة التاسعة، وأوائل المائة العاشرة.
وسأذكر خمسة من أشهر تلامذه البارزين (^٣):
١ - إمام الحنفية بطيبة البرهان الخُجَنْدِي المدني (٨٥٢ - ٨٩٧ هـ) (^٤): هو أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، البرهان الخُجَنْدِي المدني الحنفي. وُلِدَ في المدينة ونشأ بها، وسمع من الأكابر، كالسَّيِّد السَّمْهودي، والنَّجم ابن فهد بمكة. ودخل القاهرة وسمع بها. قال السَّخَاويُّ في "التحفة اللطيفة": " ... ثم كان ممن لازمني حين إقامتي بطيبة، وقرأ عليَّ جميع ألفية العراقي بحثًا، وحمل عني الكثير من شرحها للناظم سماعًا وقراءةً، وغير ذلك من تأليفي ومروياتي". وقال في "الضوء اللامع": " ... وأكثر من ملازمتي روايةً ودرايةً، ثم كان ممن لازمني حين إقامتي بطيبة ... وأذنتُ له".
* لم أقفْ له على تصنيف.
_________
(^١) انظر: "وجيز الكلام" (٣/ ١٠٢٩، ١٠٧٠).
(^٢) "الضوء اللامع" (٨/ ١٥).
(^٣) رتَّبتهم في هذا السياق حسب الوَفَيَّات.
(^٤) ترجمته في: "الضوء اللامع" (١٢/ ١١٩ - ١٢٠)، و"التحفة اللطيفة" (١/ ٨٣).
1 / 54