Китаб аль-Истигатат

Ибн Таймия d. 728 AH
156

Китаб аль-Истигатат

كتاب الاستغاثة

وإنما يكون نافيا للأسباب إذا قال لا شفاعة لهم ولا يشفعون لأحد ولا يدعون لأحد أو دعاؤهم لا ينفع لأحد فهذا باطل بل كفر أو قال إنه لا يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان بهم ومحبتهم وطاعتهم أو لا يتوسل إليه بدعائهم وشفاعتهم فهذا باطل بل كفر

وهذا المفتري لما قال إنه يجوز أن يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث الله فيه وأن ذلك صحيح في حق النبي والصالحين وقال إن كل من توسل إلى الله بنبيه في تفريج كربة فقد استغاث به سواء كان حيا أو ميتا وإن من سأله وطلب منه فقد استغاث به فاقتضى ذلك أنه يطلب منه حيا وميتا كل شيء كما يطلب من الله ويطلب بالتوسل به حيا وميتا كل ما يطلب من الله تعالى وأن ذلك ثابت للصالحين أيضا فاقتضى كلامه أنه يطلب من المخلوق حيا وميتا كل ما يطلب من الخالق سبحانه وتعالى

ومعلوم أن هذا الذي قاله لو كان حقا لم يجز نفي الاستغاثة بوجه من الوجوه كما لا يجوز نفي شفاعته التي أثبتها الله تعالى ونفي استشفاع الناس به يوم القيامة كما نطقت به النصوص ونفي توسل الصحابة بشفاعته ودعائه في الدنيا

فمن قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع لأحد ولا يستشفع به وإنه لم تكن الصحابة يستشفعون به فهو مفتر كذاب بل هو كافر بعد قيام الحجة عليه

Страница 475