Израиль и Талмуд - аналитическое исследование
إسرائيل والتلمود - دراسة تحليلية
Издатель
مكتبة الوعي العربي
Жанры
وبعد أن اعتنق الملك ريكارد (٥٥٦ - ٦٠١) عقائد مؤتمر نيقية. وأحرق مسيحيو أورليان كنيسا يهوديا حوالي عام ٥٦٠، طلب اليهود من جنثرام Gunthram ملك الفرنجة أن يعيد بناءه من أموال الدولة أسوة بما فعله ثيودريك في مثل هذه الحالة من قبل. ولما رفض جنثرام هذا الطلب صاح الأسقف جريجوري التوري Gregory of Tours: " ما أعظمك أيها المليك وما أعجب حكمتك" (^١).
ولكن اليهود بالرغم ما يقع عليهم من اضطهاد سرعان ما ينمون وينتعشون في البلاد التي كانوا. يهاجرون اليها وسرعان ما كانوا، ينشئون مدارسهم بمختلف مستوياتها يضمها في العادة الكنيس نفسه. وكان العلماء لا يقيمون في بلد يخلو من المدارس الإبتدائية والثانوية.
وكانت لغة العبادة والتعليم هي اللغة العبرانية، أما لغة التخاطب اليومي العادي فكانت الآرامية في بلاد الشرق، واليونانية في مصر وفي بلاد أوربا الشرقية، أما في غير تلك البلاد فكان اليهود يتخاطبون بلغة من يعيشون بينهم من الأهلين.
وكان الدين هو الموضوع الذي يدور حوله التعليم اليهودي، أما الثقافة غير الدينية فكادت في ذلك الوقت أن تهمل إهمالا تاما، ذلك أن اليهود المشتتين لم يكونوا يستطيعون أن يحفظوا كيانهم جسميا وروحيا إلا عن طريق شريعتهم. وكان الدين عندم هو دراسة الشريعة والعمل بها، وكان دين آبائهم يزداد قيمة لديهم. كلما ازداد الإضطهاد الديني عليهم، وكان التلمود والتوراة الدعامتين والملجأين اللذين لاغنى عنهما لشعب حائر تائه مشرد بين شعوب الأرض، شعب تقوم حياته على الرجاء، ويقوم رجاؤه على، الإيمان بالله.
_________
(^١) Gregory of Tours، History of the Franks. Vol. VIII. ١، ١٩١.
1 / 18