Ислам и человеческая цивилизация

Аббас Махмуд Аль-Аккад d. 1383 AH
74

Ислам и человеческая цивилизация

الإسلام والحضارة الإنسانية

Жанры

الفصل الثامن عشر

أفغانستان وانتشار الإسلام في الهند

في مقالنا عن استقلال الأفغان، قلنا: إن الخالق سبحانه وتعالى هو الذي كتب وثيقة الاستقلال للأمة الأفغانية حين أودع العزة في نفوس هذه الأمة العريقة، وخلقها عصية على الفاتحين، وأعصى من ذلك كثيرا على الحاكمين المستعمرين.

وللتاريخ مواضع استفهام عن أطوار الأمم تخطر للسائل، ويلتمس الجواب عنها من هداية فكره، ومن دلالة الحوادث والمقابلة بين نقائضها وأشباهها.

وبعض مواضع الاستفهام هذه في تاريخ الأفغان أنها قوية، تصير على الشدائد، وتقتحم المكاره، ولكنها قنعت من القوة في أكثر العصور، بأن تجعلها أداة لحفظ الحرية ومناعة الحوزة، قليلا ما جعلتها أداة للغلبة والطموح إلى توسعة الملك وبسط السلطان على الآفاق المترامية من حولها.

لم تكن هذه نظرتها إلى القوة، ولم تكن لها نظرة إليها كنظرة الفاتحين من أبناء الأمم المشهورة بالإقدام وشدة المراس وقلة الاكتراث بمخاطر الحروب والفتوح؛ ليس عن قصور في الهمم ولا عن زهد في العظمة كما كانت مفهومة في أزمنة الفتح والغلبة.

ولكنها ظاهرة من ظواهر التاريخ يفسرها موقع الأفغان، ثم يفسرها الدور الذي اختارته لنفسها بين دول المشرق الكبرى، وقد كانت كلها محيطة بالأفغان من الشرق والغرب والشمال والجنوب. •••

كانت الأفغان شعب قبائل متعددة لا تلتقي في وحدة حكومية، وكانت الدول من حولها «إمبراطوريات» شاسعة الأطراف: بين إمبراطورية أبناء السماء، وإمبراطورية الراجات، وإمبراطورية الفرس أيام استقلالها وأيام دخلت مع العرب في دولة واحدة هي دولة الإسلام.

فماذا تصنع الأفغان بين هذه الدول الكبار؟

إذا استطاعت أن تؤلف بين قبائلها للمحافظة على استقلالها ودفع الطغيان عنها، فقد وفت بحق الكرامة وأدركت منها ما يعز على سواها في مكانها.

Неизвестная страница